الجمعة، 16 ديسمبر 2016

هذه المخدرات لمن؟

 06-12-2016
بوتيرة شبه ثابتة تتصدر الأخبار حاوية أو حاويات مخدرات بالميناء؟ وإشادة بمن اكتشفوا هذه الحاوية أو الحاويات وتصور وتعرض على الشاشات وثاني يوم في صدر صفحات الصحف.(وخلاص).
عدة استفهامات تطرح نفسها، الاستفهام الأول، هذا المكتشف هل هناك حاويات عبرت دون أن تكتشف؟ وهل ما زال الاكتشاف خاضعاً لمهارات الشرطة ونزاهتها؟ أليس في العالم الآن من وسائل حديثة تكشف المخدرات؟ أليس في العالم كلاب بوليسية مدربة تشم هذه المخدرات، كما أغنية الحقيبة (لو مر نسيمك من ألف ميل يخلي العالم طرباً تميل/ زاد وجدي نوم عيني أصبح قليل)، أما آن لأجهزتنا المراقبية أن تجاري العالم في الرقي والتطور؟ أما شَبِعَ اسم السودان من تذيُّل القوائم؟
الاستفهام الثاني هل هذه المخدرات عابرة أم للسوق المحلي؟ وهل السوق المحلي يستهلك كل هذه الكميات؟ لا علم لي بأنواعها ولكنها حتماً أغلى من المحلي (البنقو)، إذاً لأي الطبقات هذه المخدرات؟
وإذا كانت عابرة لأي البلاد تمرر ولماذا كل هذه اللفة الطويلة من لبنان أو غيرها حتى تصل البلاد المقصودة، ألا يطرح ذلك سؤالاً لماذا لم تعبر بأقصر الطرق أو أقصر السواحل، ما المغري في هذا السودان الذي يجعل مهربي المخدرات يفضلون ميناء بورتسودان؟
هل عقوبة المخدرات التي لا تصل إلى الإعدام كما في السعودية هي الحافز؟ بالمناسبة لم نسمع ولم نقرأ إدانة مهرب حاويات مخدرات واحد حتى الآن وخصوصاً الحاويات الست المشهورة هل كل هذا الزمن القضية أمام القضاء أم دُوِّنَ البلاغ ضد مجهول؟
هل وراء هذه الحاويات جهات تصعب محاكمتها؟ أو أشخاص فوق القانون أو لا يحاكمون إلا بعد رفع الحصانة ( يا اخوانا الحصانة دي مش قالوا عايزين يزيدوا تعريفها حيث لا يذنب ذنب خارج مسؤولياتها باسمها يعني نائب البرلمان حصانته حدها باب المجلس وبعد داك هو شخص عادي يُشتكى متى ما أخطأ إذ لا يحق له أن يضرب بعصا في السوق أو يحرر شيكاً بلا رصيد ولا يقبض عليه إلا بعد رفع الحصانة).
نعود ألا يحق للمواطن العادي - من أمثالنا - أن يسأل أين وصلت قضية حاويات المخدرات الست المشهورة وأين وصلت، يعني هل ما زالت في دور النيابة أم وصلت المحكمة ومن المتهم؟ ومن محاميه؟ (حتى يطمئن قلبه وليس من باب الشمارات يعني).
كل حاوية مخدرات هي حرب على مستقبل هذا البلد في شبابه، ماذا لو كانت حاويات؟ وحتى لو كانت عابرة فلجيراننا حق علينا، ولا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
مطلوب فتح الملف في العلن المستفيد الأول والمستفيد الثاني، ومحطة الوصول النهائية، ولماذا ميناء بورتسودان بالذات؟ وتطوير الرقابة متى؟
في الختام شكراً لكل من قبض على مخدرات.

ليست هناك تعليقات: