السبت، 5 سبتمبر 2015

كرت الصمغ

03-09-2015
هنري كيسنجر مهندس كامب ديفيد ووزير خارجية أمريكا في سبعينات القرن الماضي وبعد أن وقع السادات على اتفاقية كامب ديفيد. جاء السادات يطلب ثمن الاتفاقية التي مكنت إسرائيل وأعطتها ما لم تكن تحلم به. كان رد كيسنجر لماذا أدفع لشيء استلمته ببلاش؟
هكذا الأمريكان ما لم يدفعوا أولاً لاتأمنهم على صفقة وأظن جماعتنا باعوا ببلاش عدة مرات. هل وعوا الدرس ولن (تحننهم) دموع أمريكا هذه المرة وعينها على الصمغ أولاً.
الفضل بعد الله في علو قيمة الصمغ عالمياً يرجع الى د.عصام صديق ولطرقه الكثير وأبحاثه عن الصمغ وأثبت فيها أنه غذاء مثالي. اعتمدت أمريكا الصمغ العربي كغذاء وليس محسناً وحافظاً للغذاء فقط بل غذاء ذو قيمة عالية ويعتبر بديلاً للبن الأم. كل ذلك بمجهودات د. عصام التي أقنع بها جهات علمية كثيرة.
طيب مالو
حاجة العالم لهذه السلعة الهامة 300 ألف طن في السنة المتوفر لا يزيد على 120 ألف طن وذلك لعدة أسباب منها الاضطراب السياسي في غرب أفريقيا بوكوحرام تحديداً أخرجت منطقة غرب أفريقيا من إنتاج الصمغ.
إنتاج السودان من الصمغ لا يتعدى 100 ألف طن يصدر منها 60 ألف طن بالدرب العديل ويتهرب منها 20 ألف طن والباقي استهلاك محلي ومخزون.
هذه 100 ألف طن تأتي من 8% فقط من الذي يمكن إنتاجه أي 92% يبقى في الغابات لعدة أسباب طريقة حصاد الصمغ بدائية جداً لم تتطور وصعبة بل شاقة لذا ينفر منها العاملون. (طبعاً لو العائد مجزي ليس أصعب من التعدين والبحث عن الذهب).
وما دام جبنا سيرة العائد تعالوا شوفوا أمريكا باكية في الصمغ ليه. طن الصمغ 3000 دولار تشتريه أمريكا لأنها مقاطعة السودان من أوربا بمبلغ 14000 دولار طبعاً بعد تحويله الى بدرة وأشكال أخرى (ونحنا نطلعوا كعكول زي حق حبوبتي الكانت بتتمشط بيهو). يا مجلس الصمغ العربي بعد أن ثقفتا أتعب في اثنين طريقة حديثة للحصاد وطريقة لتصديره كما يريده العالم مش كعكول.
أمريكا ليس لها أخلاق تعرف مصالحها فقط. هل يتعظ المفاوضون السودانيون ويطالبوها برفع جميع العقوبات وإعفاء الديون وتسيير العلاقات البنكية والتعويض عن ضرر الحصار الاقتصادي السابق وأن يطبق كل هذا وبعد تجربة صدقهم ووفائهم بالتزاماتهم كاملة ولمدة ستة شهور حتى يستلموا الكعكول الأول؟
ولماذا لا نطلب منهم صناعة تحويلية داخل السودان ومساعدة في آلات حصاد متطورة تزيد الإنتاج عشر مرات.
الظاهر الآن عطشهم للصمغ وتحت تحت كده هم شامين ليهم ريحة يورانيوم. ما شايفين التأشيرات للبروفسير إبراهيم أحمد عمر وجماعته جاءت بسرعة كيف؟
لا للبيع من تحت الطاولة، لا للمصالح الخاصة، لا للمكاسب الحزبية الخاصة.

ليست هناك تعليقات: