الأحد، 20 سبتمبر 2015

القيد الزمني يا رجب

14-09-2015
قدام المدير، لسه، تعال بكرة، اللجنة لم تجتمع، باقي التقرير الختامي، الاستئناف ما ظهر. هذه أمثلة إجابات يومية من موظفي الدولة لمراجعيهم.
(لا أذكر أنني نمت ليلة واحدة وعلى مكتبي ورقة تحتاج إلى توقيع لأنني أدرك أن التوقيع الذي لا يستغرق مني سوى ثانية قد يعطل مصالح الناس عدة أيام) رجب طيب أردوغان.
المغفور له بإذن الله المهندس عبد الوهاب محمد عثمان ومنذ أن كان مديراً لدانفوديو ووزيراً ولائايً ووزيراً اتحادياً ما كان يغادر مكتبه والذي يسهر فيه إلى منتصف الليل حتى لا يترك ورقة تحتاج توقيعه لليوم التالي أو ما يعرف بالبوستة. اللهم ارحمه واغفر له.
ترى كم من الإداريين والمسؤولين يتركون مصالح الناس ومعاملاتهم على المكتب ويهرعون للمناسبات الاجتماعية؟ ويصرفون الناس تعال بكرة. وكان بكرة خالية من الاجتماعيات.
مقولة (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد) شعار يتسلى به الكثيرون يعلقونه على الجدران ولا يطبقونه.
تخيل أن محكمة حكمت على متهم بالسجن ستة أشهر والحكم قابل للاستئناف وخرج الاستئناف بعد أربعة أشهر ببراءة المتهم. من يعوضه هذه الشهور الأربعة أشهر التي قضاها في السجن؟
كل هذا كوم، تخيل تقريراً خرج من المراجع العام وإلى النيابة وتحرك إلى المدعي العام وأدخله درجه (وبس). من يسأله لماذا لم تقدمه للمحكمة؟ وهل سيظل الأمر هكذا مزاجياً إن أراد قدمه وإن أراد (ركنه)، ألا توجد قوانين ولوائح تقول عليه أن يرد خلال أسبوع مثلاً إما أن يقدمه أو يذكر الأسباب التي منعته من تقديمه للمحكمة.
الإدارة علم ويسرتها الحواسيب (سيرك) اليوم يجب أن يكون إلكترونياً لا داعي لذلك السيرك الذي تركه المستعمر قبل قرن من الزمان. كل معاملة أو خطاب يجب أن يوضح متى استلمه المنوط به ويكون معلوماً لديه وللعامة عبر الشاشات أنه عند فلان وعليه إنجازه أورده خلال قيد زمني معين وإلا يرجعه مع السبب أو يرفعه مع السبب أيضاً.
لكنه أن يرمقه كل مرة بنظره وهو في محله أسابيع ومنتظروه كل يوم يأتون لتلقي الرد المؤلم تعال بكرة فهذا لا يقبله عقل ولا تقول به الإدارة الحديثة.
النظام العدلي هو أكثر النظم هدراً للزمن بحجة التجويد والتأني ولكن تحت هذه الحجة كان التسيب وحبل المهلة الذي كاد أن يفقد الناس الثقة فيه.
أوجب ما تحارب به وزارة العدل والشرطة والنيابة والقضاء الفساد هو أن يكون لكل مرحلة أمد زمني مقطوع يحدده متخصصون. ينجز فيه المطلوب حتى لا يكون الحبل متروكاً على أمزجة القائمين على أمر العدالة. الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (مطل الغني ظلم)، ويمكن أن نقول أي مماطلة هي ظلم وليس في الدين فقط.
هل يسمعنا رجب؟

ليست هناك تعليقات: