19-09-2015
|
الصورة التي تتبادر للذهن عند ذكر كلمة معسكر هي مجموعة خيام متراصة الدخول لواحدة منها يتطلب رفع قطعة قماش وانحناءة وينظر ويرى أطفالاُ ونساءً وقد فرشوا فرشة وجلسوا ينظرون لبعضهم البعض ينتظرون أجنبياً يمر عليهم بين الحين والآخر يقدم لهم إغاثات العالم التي جمعوها باسم الإنسانية (والإنسانية منهم براء وكما يقول المثل بالنهار يسبحوا وبالليل يضبحوا).
وقد حفظنا بعض أسماء معسكرات دارفور قبل أن نراها معسكر كلمة ومعسكر أبوشوك ومعسكر زمزم. في هذا الأسبوع منَّ الله علينا رؤية معسكر أبو شوك وهو معسكر جاء اسمه من أقرب أحياء الفاشر إليه. حي أبو شوك الجديد والذي كان معسكراً هو الآن حي طبيعي جداً أو قرية مثلها مثل قرى السودان يسكنه 174 ألف مواطن، هذا العدد يؤهله لمدينة. تتفاوت البيوت شكلاً ومساحة وأحواشاً وبعضها مضاء بمولدات وبعضها بسُرج. قال محدثنا إن عدد مدارس الأساس 17 مدرسة وست مدارس ثانوية. هذه الصروح التربوية متفاوتة في مبانيها ما بنته الدوحة وسمي باسمها يشبه الدوحة، وما شيده الأهالي فيه من الطين والطوب والقش. ولكنها في النهاية مدارس. وكان لسودان بلان يد هناك. زيادة على ذلك العديد من خلاوى تحفيظ القرآن ورياض الأطفال. بالمناسبة للرياضة نصيب أقام جهاز الأمن الوطني دورة رياضية لعدد 23 فريقا أقاموا 59 مباراة ولك أن تتخيل كل هذا العدد الكبير رغم تنوع إثنيات الفرق في معسكر أبو شوك سابقاً لم تحدث فيه ولا مشاجرة واحدة. وقالوا عدد المتفرجين على المباراة الختامية فاق 20 ألف متفرج. الحي يديره ضابط إداري وموظفو دولة وعدد من العمد، بالمناسبة عمد هذا الزمان يلبسون السفاري. آخر عمدة رأيته في منطقتنا قبل أكثر من أربعين سنة كان يلبس عراقي وتوب ويركب حماراً (طبعا حمار فاخر من أبو لجام) وكانت هذه آخر صور العُمد في رأسي والتي حلت محلها صورة واحد من عمد أبو شوك بزيه الأفرنجي وعدد من الأقلام بألوان مختلفة في جيبه. برضو تقول لي أبو شوك معسكر. ما ينقص أبوشوك هو تخطيطه بصورة مدنية حديثة لأن بعض شوارعه ضيقة جداً وبعضها متعرج ويصعب تقديم الخدمات إليه، وبقليل من الجهد يمكن أن يخطط ويصبح من أرقى أحياء الفاشر (زودتها حبتين). ويعوض من وسُعت الشوارع على حسابهم في نهاية المربعات وما اوسع أرض السودان لو لا ضيق النفوس. لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق. هل يكفي هذا لإزالة كلمة معسكر وهل تكفي كلمة سابقاً أم لابد من كنس كلمة معسكر وإحلالها بحي أبو شوك الجديد. ما أقبح الحرب وما أجمل السلام والأمن. غدا بإذن الله دولة اليونميد بدارفور. |
الأحد، 20 سبتمبر 2015
معسكر أبو شوك (سابقاً)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق