بسم الله الرحمن الرحيم
قبل عدة سنوات تقريبا في سنة 2004 م تم تعين
استاذ جامعي بدرجة بروف في علم الادارة تم تعينه وكيلاً لوزارة هامة وذات ايرادات دسمة.
في نهاية الشهر الأول جاءه أحدهم يحمل 25 مليونا بالقديم كاش يدا بيد . سأله ما
هذا؟ هذا مبلغ تعطيه وحدة كذا التابعة للوزارة للوكيل. اندهش الرجل وفوراً أمر
مدير مكتبه أن يدخل المبلغ في حسابه وان يحرر شيكا بنفس المبلغ من حسابه الخاص
ويعيده للوحدة في حسابها ويكتب تقريرا بذلك.
الرجل بدأ يعمل بمهنية عالية وحيادية منقطعة
النظير وبدأ بملء الوظائف المصدقة في الوزارة وقام بالإجراءات الرسمية بأن طلب من
لجنة الاختيار أن تختار له حسب النظم 14 وظيفة. علم بالأجراء نافذٌ في الحكومة ،
وقتها، ومسئول كبير كما يقول الكابلي واتصل على الوكيل وهاج وماج مين قال ليك
توديها لجنة الاختيار؟ رد الوكيل بهدوء يا فلان لا ترفع صوتك عليّ. قمت بكل
صلاحياتي وحسب النظام إذا عندك احتجاج اكتب.
كتب
الهائج عفوا النافذ الى المستشار القانوني لمجلس الوزراء وجاء الرد كل ما قام به
الوكيل صحيح قانوناً. هنا سجل النافذ في نفسه نقطة على الوكيل.
طلب
النافذ من الوكيل تعين أحدهم في الوزارة في وظيفة عمالية هي من صلاحيات الوكيل
ورفض الوكيل سجلت عليه نقطة ثانية من النافذ. عموما تعامل الوكيل مع النافذ بكل
ندية ورسميات . ضاق به النافذ (الباكي) ضيقا شديدا وقرر ابعاده ولم يجد حجة يبعده
بها الا ان قال لقد بلغ سن المعاش وبدون مستندات حلف بالطلاق انه بلغ سن المعاش
وفصل وأحيل للمعاش ولم يعط من مخصصات مثل هذه الحالة الا صفراً كبيرا . وخرج وهو
راض عن نفسه كل الرضا ويبكي بلدا يديره أفراد على مزاجهم.
بعد
أن حكي لي ذلك الوكيل حادثة الخمسة وعشرون مليونا قلت له لن تعمر طويلاً في هذه
الوظيفة والحمد لله انه كان منتدبا من جامعة الخرطوم وعاد لجامعة الخرطوم يدرس
الاخلاق والادارة.
يبدو
ان الذين عينوه وكيلاً لتلك الوزارة غاب عنهم سطر في الملف يقول إنه رجل ورع.
وربما راهنوا على إفساده وإغرائه وإغوائه وبعد ان فشلوا في كل ذلك زحلقوه.
هذه النماذج التي لم تنحن للإغراء لم يحتملها
النافذون وفروا بجلودهم وكنكش الآخرون الطائعون لرؤسائهم وظلوا يرضون رؤساءهم
وشياطينهم، نص هنا ونص هناك. وكثر الخرق على الراتق .
لو
احتمل ولاة الامر الناصحون لما وصلنا الى ما نحن فيه. ويجب ان تقرأ السيرة الذاتية
جيداً لكل متقدم حتى لا يتفاجؤوا بسطر يقول إنه رجل ورع ويخاف الله.
البكاء
على ما وصلت اليه الخدمة المدنية أسبابه معروفة وقال الرئيس بملء فيه ( تاني تمكين
ما في).
هل
ننتظر الاصلاح ؟؟ وفي كم من الزمن سيكون الاصلاح . صراحة تنقصنا شفافية ويجب ان
تكون عالية رأسمالها الحرية التامة والمحاسبة الناجزة.
الصيحة 20 3- 2014 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق