الجمعة، 28 مارس 2014

نادني يا دكتور


                                 بسم الله الرحمن الرحيم

دون أن أستأذن صديقي سأحكي هذه الرواية. سألته يا فلان أين حصل صاحبكم فلان على الدكتوراه وفي ماذا؟  يرد صاحبي والله لا علم لي فقط جاءني يوما وقال لي بإنجليزية رصينة :الآن يمكنك أن تناديني يا دكتور( ومن ديك وعيك). لم يكتف صاحبه بهذا اللقب الذي ملأ به الدنيا والاعلام بل تعداه الى لقب بروفسير وزاد عليه لقب خبير وأكل بهذه الالقاب خبزا. فالآن لا يقبل الا ان يقال له ويكتب أمام اسمه بروف فلان ويقدم به في إعلانات الندوات. ولقد أقسم من يعرفونه جيدا وزاملوه زمناً وأثق فيهم جداً أن ليس له غير بكالريوس فقط.
هذا مثال واحد على فوضى الالقاب العلمية في بلادنا، وزاد الطين بلة ما يعرف بالدكتوراه الفخرية  وهذا حدد لها العرف يوم الاحتفال ومكان بارز على جدار الصالون ولكنها الآن تزحم الشاشات والمايكرفونات والصحف.
كتبت عن ذلك عدة مرات ولكن الذي جعلني أعيدها يبدو أن على رأس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ما يبشر بخير والدليل على ذلك أن وزيرة التعليم العالي اصدرت قرارا بأن التقديم للجامعات هذه السنة سيكون عبر الانترنت وهي بهذا توفر على الطلاب مالا كثيرا ووقتا أكثر وهو المأمول في كل من يتولى أمراً من أمور المسلمين. وفي حلقي حديث يصعب البوح به في مقارنة ماضي هذه الوزارة وحاضرها.
لذا يا وزيرتنا المبشرة بالخير نقدم لك مقترحاً لمركز لقاعدة بيانات للبحوث والدرجات العلمية فوق الجامعية وهذه مبرراتنا.
كثرة الجامعات وكثرة البحوث العلمية تستدعي الاستفادة منها استفادة قصوى ، وذلك لا يتم الا بجمعها في مكان واحد ( حقيقي وتخيلي) وجمعها يسهل كثيرا الاستفادة منها في كثير من مناحي الحياة العملي والنظري.
وقاعدة البيانات هذه ستكون مكان تسجيل الالقاب العلمية وتوثيقها بحيث لن يحمل أي شخص لقبا علميا بغير استحقاقاته ، فلن يلقب حامل الدكتوراه الفخرية بلقب دكتور مثلاً ولن يدعي أحد لقبا ليس عنده وليست له مرجعية في قاعدة البيانات هذه.ولن يدعي احد درجة البروفسير  دون العدد المتفق عليه من الاوراق العلمية وبذا  ستكون إدارة هامة من ادارات البحث العلمي في وزارة التعليم العالي.
علاوة على الاستفادة من هذه البحوث وتطبيقها في المكان والزمان المناسب. ستسهل على الباحثين الجدد وتجنبهم تكرار البحث في موضوع واحد وسيكون عاملاً من عوامل مكافحة السرقات العلمية. الواقع الآن يطلب من الذي يريد ان يسجل بحثا يطلب منه ان يثبت عدم وجوده في ست جامعات ، وهذا لا يكفي إذ الجامعات اليوم فوق الاربعين وربما أكثر.
عليه نقترح قيام هذا المركز المرجعي ولقد سبقتنا على ذلك دول كثيرة، وما أسهلها في هذا العصر. وبعده بلمسة زر أو نقرة ماوس نجد كل المعلومات عنوان الرسالة المشرف عليها المشرف الداخلي والخارجي زمانها مكانها موضوعها مجالها جامعتها تقديرها.
نسأل الله ان يرى مقترحنا مكانه من التنفيذ.


 الصيحة 27 - 3 -2014 م


ليست هناك تعليقات: