أسالك أخي القارئ هل جربت توثيق شهادة من التعليم العالي؟ لا يهم نوع الشهادة جامعية ، ماجستير ، دكتوراه دبلوم فقط دخولك التجربة يجعلك تقرا هذا الموضوع بسابق معرفة وتقف معه.
قبل أن نقول الذي يحتاج علاجاً دعونا نشكر مكتب التوثيق الذي بسّط الأمر وجعله سريعا ومباشرا، تقدم الشهادة من شباك وتدفع المبلغ ( وهو في حاجة بدون دفع؟ ) في شباك ثان وتنظرك شهادتك في الشباك الثالث وما الأمر إلا التأكد من الأختام والتوقيعات وقد استفادوا من تقانة العصر وادخلوا كل التوقيعات في حاسوب.
هذه الصورة الزاهية يقابلها بالخارج النقيض تماماً صف طويل في الشارع وعندما تقترب من الشبابيك هناك مظلة من الزنك ( ذلك الحديد اللامع الذي ترفض الدخول تحته كثير من مخلوقات الله ذوات الاربع) وعند كل شباك حواجز حديدية كتلك التي تحجز فيها خيول السباق وتفتح بواباتها لحظة واحدة لتنطلق من مكان واحد وفي زمن واحد.
ربما لم يفكر القائمون على أمر مكتب التوثيق إلا تطوير العملية التوثيقية وتسريعها ولكن قيمة الإنسان واحترام الإنسان جاهلاً او متعلما قيمة حضارية وربنا كرم ابن آدم فما بال وزارة التعليم العالي تهين طلابها وأساتذتها بصفهم في العراء وبين قضبان الحديد وتحت سقف الزنك.
دون ان نسأل مهندسا ولا مصمما وبالواقع الموجود أمامنا يمكن إزالة كل هذه الحواجز وهذا السقف وإبدالهما بصالة جميلة فيها عدد من الكراسي يكفي وتبرد بمكيف هواء لا يهم ما نوعه كولر، شباك ،إسبلت أي أنواع التبريد. ويدخل طالب التوثيق ليأخذ ورقة بها رقم دخوله وعبر شاشة على الحائط تظهر الأرقام متسلسلة بطريقة حضارية تليق بالإنسان.وقد انتشرت هذه الثقافة في البنوك وشركات الاتصالات وغيرها . عندما تقوم الوزارة بهذه الخطوة تحفظ للإنسان كرامته وتشعره انه في بلد الإنسان فيه محترم مواطنا او ضيفا بدلاً من هذه المهانة والتي أجزم انها ليست مقصودة ولكن لم يلتفت لها اداريو التعليم العالي لأنهم لم يعايشوا منظر الصف المخجل.
طبعا لا مجال لحجة الموارد والمال هذا الشباك وحده لا يقل دخله اليومي على 15 الف جنيه يوميا ( بافتراض انهم يوثقون الف شهادة يوميا) فليصرف جزء منه في تحسين هذا المنظر الكئيب قبل ان يطل العام الجديد وترى عقوبات التجنيب التي قال بها وزير المالية.
ألم يجدد واحد من هؤلاء رخصته ليرى صالة ترخيص المرور الراقية بكل ما تحمل كلمة الرقي راحة بدنية ونفسية وحسن تعامل .( يا سلام اليوم وجدنا لشرطة المرور ما تحمد عليه وتتفوق به على وزارة التعليم العالي).
بلد مقلوبة يا أخي.
الانتباهة نوفمبر 2010 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق