(تابونق حاجي)
في هذا الأثناء يزور ماليزيا وفد رفيع المستوى من المسؤولين عن الحج في بلاد السودان، الوفد من 20 شخصاً هدف الزيارة الوقوف على التجربة الماليزية في الحج) نفقات هذا الوفد غير التذاكر(والشنو والشنو «350» يورو لكل عضو يومياً، يا ناس اليورو أكبر من الدولار شوية خلينا نقول 3.2 جنيه يعني كل واحد عايز يوميا مبلغ 1.120 جنيه لـ20 شخصاً = 22.400 جنيه فقط. مدة الزيارة أسبوعان ستكلف بدل سفرية هذا الوفد المأجور 313,600 جنيه.
ما هي هذه التجربة الماليزية في الحج التي لا يمكن الوقوف عليها إلا بالوقوف عليها شحماً ولحماً وعظماً ألا يمكن قراءتها عبر الانترنت؟ ألا يمكن سؤال السفارة الماليزية في الخرطوم عنها؟ ألا يمكن سؤال سفارة السودان بماليزيا عنها؟ وطلب نسخة من الدراسة ونتائجها وواقعها وتطورها.
ثم ثانياً، ما وجه المقارنة بين الحاج السوداني والحاج الماليزي؟ من حيث الدخل ومن حيث اللغة ومن حيث القرب من الأراضي المقدسة؟ ثم ما وجه المقارنة بين الدولة الماليزية التي فرضت نفسها نمرًا آسيوياً في أقل من 20 سنة وصارت رقماً لا يمكن تجاوزه، ما علاقتها بدولة المليون ميل التي ما زالت تستورد الحليب وتجارب الحج؟
التجربة الماليزية في الحج تجربة بشرية قام عليها رجال يعرفون الأولويات ويصدقون مع أنفسهم وشعوبهم، أين نحن من هذه الأخلاق وسفر الوفود والمجاملات والتحايل على زيادة الدخل من عرق المواطن؟ وليته مواطن عادي بل هو مواطن يمني نفسه بالحج العمرَ كله وحين تلوح له الفرصة يوضع له جدول من الرسوم والأتاوات يحني ظهر الجمل والمسكين يدفع ليؤدي الفرض، وفي كل سنة تفشل هيئة الحج والعمرة في أن تقدم له حجاً خالياً من النقد واللوم.
من يحاسب هذه الوفود، ليس في ما صرفت وستصرف، هذا أمر لم يعد مقدوراً عليه، بل من يحاسبها على أهداف الزيارة وماذا حققت؟ والنتائج التي سيجنيها البلد من الزيارة؟
وبما أن الحياء والكرم السوداني يمنعان السفارات من قول إن هذا الوفد ليس في بند مصروفاتنا فستنفق السفارة على الوفد ويعود أعضاؤه بنثرياتهم «صرة وخيط» في جيوبهم.
عندما يقول الناس إن العالم أصبح قرية صغيرة يقصدون سهولة التواصل عبر الاتصالات والمعلومة صارت متاحة تماماً في الإنترنت أو عبر الفاكس أو عبر الهاتف وهلم جرا. لماذا لا يستخدم هؤلاء إلا السفر ذا الفوائد الخمس، يا ربي أم السفر الذي هو قطعة من نار جهنم؟ دا كان زمان.
كل خوفي أن يأتي هذا الوفد وبعد أيام ويقول إنه يريد الوقوف على التجربة التركية وبعدها الوقوف على التجربة الإندونيسية ويظل يقف من تجربة إلى تجربة إلى أن يقول قائل التقديم للحج فتح، ويحج السودانيون كما كل مرة ولا يجدون مواصلات بين مشعر ومشعر ولا أمير جماعة يعرف جماعته لأنه ذهب لشؤونه الخاصة.
حسبي الله ونعم الوكيل
الأربعاء, 23 حزيران/يونيو 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق