الاثنين، 20 سبتمبر 2010

إعسار القضارف في اليسر

ما تعود كثير من الناس على حمد الله وهو القائل : {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم : 7].
الحمد لله الذي منْ علينا بموسم خريف طيب والأرض في أبهى حلة ومنظر الأنعام ترعى من خير الله جميل ولنا سنين لم نر هذا المنظر. ما الذي حجب هذه المناظر الجميلة وحرم العيون من الاستمتاع بها؟ الجو السياسي؟ ربما. أم غلاء الأسعار؟
جاء في الأخبار ان مزارعي القضارف قلوبهم في أيديهم من الإعسار وما ذلك الا لوفرة المحصول والذي يخافون عليه من تدني الأسعار وقد تنخفض لدرجة لا يستطيع المزارع معها سداد قيمة التمويل – والذي معظمه من البنوك وخصوصا البنك الزراعي. محاصيل القضارف التي يخاف زارعوها من الإعسار هي السمسم والذرة.
هذا الخوف في مكانه وزمانه خوف مشروع والبنوك مرهبة ومرعبة وفاضحة.
ما المخرج ؟؟؟
في رأيي المتواضع هو أن يقف على الأمر متخصصون في التسويق والتقييم فالعالم يشكو من غلاء الحبوب وسيزيد الطلب العالمي عليها خصوصا مع فقدان مساحات مزروعة كبيرة في باكستان والهند ( هون الله على إخوتنا في الباكستان والهند مصابه وأعانهم ).
حساب الحاجة الداخلية بدقة حيث لا نستورد ولمدة سنة حبة من الخارج من هذه التي فيها الوفرة الذرة والسمسم ( بالسمسم أعني الزيوت) ويحسب السعر التركيزي الذي لا يتضرر معه المزارع أبداً ومثل هذه الضمانات معمول بها في كثير من العالم والدعم الزراعي قبل سنوات كاد يحدث أزمة بين فرنسا وأمريكا.
ما سأل الناس عن غلاء لحوم الدواجن الا وكان الرد الأعلاف وقد بلعت ولاية الخرطوم تسعيرتها التي حددت سعر الكيلو 9,5 جنيه ولم ينزل لأرض الواقع ولا ليوم واحد بل زاد سعر الكيلو الى 14 و15 جنيه كأغلى سعر للحم الدجاج في العالم ( صراحة لا املك أي مرجع غير بعض الأسواق القريبة مثل مصر والسعودية والخليج وبعد ذلك أتحدى من يأتي ببلاد سعر كيلو الدجاج فيها 6 دولارات).
دخول الدولة في تركيز أسعار المحاصيل واجب وحساب الحاجة الداخلية بدقة واجب والمخزون الاستراتيجي واجب. وحتى يفرح مزارع القضارف وغير القضارف بالخير الوفير ولا يخافه مستقبلاً.
من كثرة الانشغال بالموضوع الواحد أخاف أن لا يكون هناك متخصصون يقومون بواجبهم ولا يهمهم ما يدور في خارجها في حفظ للعمل المؤسسي الذي صار كالخل الوفي.
اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا.

ليست هناك تعليقات: