الاثنين، 20 سبتمبر 2010

شمال الجزيرة يطالب بالانفصال

أي همس مهما طال الزمن سيجد من يجهر به. ( ليس كل السكات رضا ) وما فتح هذا الموضوع الا وجد مؤيدين.
لحظة لا تنزعجوا من كلمة انفصال والأمر لا يحتاج لاستفتاء ولا مفوضيات صبركم شوية.
سكان شمال ولاية الجزيرة وتحديدا المنطقة بين الكاملين والخرطوم مرتبطون ارتباطاً كبيرا بالخرطوم العاصمة وهم محسوبون على ولاية الجزيرة و تجد كثيرا من الشباب لم ير عاصمة ولاية الجزيرة منذ ميلاده وهو في العقد الثالث أو الرابع ولا يربطه بمدني رابط. وفي الوقت نفسه تجد أقل الناس يأتي الخرطوم في الأسبوع ثلاثة مرات ومنهم من يأتيها يومياً. المسافر لمدني – من أهل هذه المنطقة - يسمي نفسه مسافراً وقد يودع الأهل والجيران أما الذاهب للخرطوم يخرج عاديا من البيت وقد لا يخبر اقرب الأقربين إليه ولا يستغرب ذلك احد.
حتى الحجاج يبدؤون حجهم بكذبة وذلك ليضمنوا إكمال إجراءاتهم من الخرطوم إذ لا يعقل أن يذهب مواطن من بتري التي تبعد عن الخرطوم 20 كلم ليكمل إجراءات الحج من مدني فقط لأن بتري تتبع لولاية الجزيرة لذا تجده يفضل أن يبدأ حجه بكذبة انه من سكان ولاية الخرطوم خوفا من السفر لمدني التي تبعد عنه 180 كلم ولا يعرف فيها احد وإذا اضطر للمبيت بات في لكونده أو فندق.
ليست هذه كل الأسباب المطالبة للانفصال ولكن مواطن الخرطوم تأتيه الخدمات ولا يذهب إليها فتجد الأحياء البعيدة والقرى النائية تقدم لها الخدمات في خطط مدروسة وقد يصبح المواطن ويجد طريق الإسفلت مر من أمام بيته دون ان يعرف كيف جاء في حين أن آلاف الناس تقوم أنفاسهم السنين الطوال ليخرجوا من مدني بكيلو متر أو كيلومترين إسفلت ( في غير أوقات الانتخابات أيام الانتخابات وصل الطول إلى ثلاثة كيلومترات في بعض الطرق وتوقف العمل مع فتح صناديق الانتخابات).
ليس هذا حتى تعريفة المواصلات تتأثر بالضرائب والمنفستو الذي لا يوجد داخل الولاية الواحدة بل لعابري الولايات. وحركة طلاب هذه المنطقة للخرطوم كبيرة جدا متناسبة مع خلل تركيز الجامعات في الخرطوم.
عموما هذه المنطقة شمال الجزيرة هي للخرطوم أشبه وللخرطوم أقرب وإذا بكت عليها ولاية الجزيرة ليس حبا فيها ولكن حبا في منطقة الباقير الصناعية وارض المدينة المحورية ومدينة جياد الصناعية. غير هذا ليس هناك من متضرر من انضمام هذه المنطقة لولاية الخرطوم ولن تبكي عليها الولاية.
كيف يسافر مواطن 180 كلم لورقة ثبوتية والخرطوم على مرمى حجر منه؟
الأمر ليس مزحاً ولا تهديداً وكل الذي نريد هو إجراء الدراسات واستفتاء أهل هذه المنطقة هل يريدون ولاية الجزيرة أم ولاية الخرطوم؟ ولا يهم أن يكون قبل يناير أو بعد يناير.

ليست هناك تعليقات: