لا يمر يوم إلا ويكتشف المرء أن في هذا السودان من القضايا الهامة التي لم يقم عليها أحد ولم تبحث كما يجب، الكثير. في وقت الكل غارق في موضوع ساس يسوس أو شات يشوت أو لحن يغني.
بالأمس - وكعادة جمعية حماية المستهلك كل سبت - أقامت الجمعية الملتقى الأسبوعي الحادي عشر بعنوان ( النفايات الطبية والنفايات الخطرة) بمقرها المتواضع جداً.
أعد أوراق الملتقى متخصصون ذوي باع طويل في المجال وذوي خبرات خارجية. وكل كلام سمعناه كان مدهشاً ومما أدهشني أن هناك ازدواجية معايير جديدة غير التي حفظونا إياها الساسة بأن الغرب يكيل بمكيالين إذ الازدواجية الجديدة أن البنك الدولي يشجع دول العالم الثالث على المحارق للنفايات ويدفع الأموال مقابل ذلك في الوقت الذي تخلت فيه أوربا وأمريكا عن المحارق لما لها من أضرار على صحة الإنسان ولهم بدائل للمحارق يستعملونها. بالمناسبة حتى المحارق مستشفياتنا فقيرة فيها وحتى المستشفى الكبير الذي بني في عام 1905 م مستشفى الخرطوم لا توجد لديه محرقة على ضررها المكتشف أخيراَ.
نفيات المستشفيات أنواع منها ما هو عادي ومنها ما هو معدي ولذلك لكلٍ علاج خاص للتخلص منها. ليس من أولويات القائمين على الأمر أمر النفايات الطبية حيث سيكتشفون يوما انهم مثل ساقية جحا تشيل من البحر وتكب في البحر, أي أنهم يعالجون أقواما ويمرضون أقواما.
نعود لجمعية حماية المستهلك
شهدت لهذه الجمعية - قبل اليوم - منتديات ومؤتمرات وسمنارات في قاعة محترمة وواسعة مثل قاعة المصارف وقاعة الصداقة وقاعات رحبة الصوت فيها مسموع و ومصمصة لتستقبل أعداد كبيرة.
هذه المرة القاعة عبارة عن صالة لا تزيد مساحتها عن 21 متر مربع (مكتب رئيس تحرير هذه الصحيفة أكبر منها) ضاقت بالحضور مما جعل أمينها العام الدكتور ياسر ميرغني يتحرك كأم العروس ليرفع الحرج عن الجمعية وأين يجلس ضيوفها الذين حضروا لحضور المنتدى وكلهم شخصيات محترمة لها وزنها مما جعله يبحث لهم عن منفذ هواء ويقوم بفتح الشبابيك مرة وإزاحة الستاير مرات. وثالثة الأثافي جهاز صوت ردي لا يُسمع حتى على بعد مترين ومتقطع لم يسمع بالديجتال وكأنه من القرن الماضي.
كل من كان حولي من الحضور كان مستاء من ضعف الصوت وضيق المكان. والزج بكاميرات الأجهزة الإعلامية زاد الطين بلة ثلاث كاميرات، تلفزيون السودان كان هناك وقناة النيل الأزرق كانت هناك ولك أن تتخيل الحيز الذي أخذته كل كاميرا معلقة على حامل ثلاثي الأرجل خلفه شاب يدور يمنة ويسرى ولو في نصف دائرة ماذا بقي للحاضرين؟؟
إلى ولاة الأمر في هذه البلاد هذه جمعية طوعية تقوم بواجبها خير قيام وكل أسبوع تبصر بموضوع مهم هذا غير دورها في تلقي الشكاوي من المستهلك ومتابعتها؟
ألا يوجد بند يعينها على أداء دورها بصورة أفضل من هذه؟؟؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق