خبر جاء من الجارة الشمالية مصر تناقلته الصحف بلهفة لا أدري لماذا؟ لغرابته أم لإثارته أم لحساسية الأرض واستغلالها. الخبر يقول إن مليون فدان من مليوني مشروع الجزيرة سيزرعها مصريون وبشروط قاسية وشروط جزائية تُدمع العين. بالمناسبة مساحة المشروع 2,2 مليون فدان هذا الجزء يعني 200 ألف فدان لماذا تُهمل؟ كأن مشروع الجزيرة لا ينقصه إلا الإنسان وليس التفات الدولة إليه. هذا المشروع الكبير أصبح لغزاً وأصبح مادةً تلوكها الألسن ليل نهار وكلٌّ ينظر إليه من زاوية ولا يريد الآخرين إلا أن ينظروا من زاويته. على سبيل المثال سال مدادٌ كثير حول وحدات مشروع الجزيرة التي تمت تصفيتها مثل السكة حديد والمحالج والهندسة الزراعية لم ينبرِ للأمر اقتصادي يملك العلم ليقول للناس إن زمن هذه الوحدات قد ولى وللأسباب التالية ويعدِّدها 1 ،2 ،3 برأي علمي واقتصادي وليس حبًا في الماضي.. من عيوب قانون 2005 التطبيق ببطء، لو كانت البدائل موجودة في خطة جاهزة لما بكى الناس على ماضي المشروع. نعود للخبر المغتربون في مواقع الإنترنت كالوا كلامًا كثيرًا لا يخلو من السب لتنفيذيين ظهرت أسماؤهم في الخبر الذي مصدره ( وكالات) هكذا دون تحديد لوكالة بعينها حتى تُسأل عن مصدرها. أهمية المشروع وارتباط الناس به جعل للخبر أهمية عالية، ورغم أن مدير المشروع نفى الخبر في اليوم التالي في عدة صحف إلا أن سيل ـ مناضلي الكي بورد كما يسمونهم ـ لم ينقطع وكلٌّ يصب جام غضبه على كل الجبهات. لماذا خرج هذا الخبر ومن مصر وفي هذه الأثناء؟ كل ذلك متروك لفطنة القارئ المتابع للشؤون الداخلية لمصر السياسية والاقتصادية. كمزارع وكاتب متابع منذ أكثر من عقد ونصف ورفعنا أصواتنا عالية تنادي بالالتفات لمشروع الجزيرة الذي يتفرد بحقيقة مؤلمة (ليس على ظهر الكرة الأرضية من يملك 20 فدانًا وهو جائع غير مزارع مشروع الجزيرة أو يملك 15 فدانًا علشان ناس المناقل ما يزعلوا). وإذا ما سُئلت عن واقع المشروع الآن فسأقول: ليس كما أريد ولكن قابله ليكون كما نريد بعكس أيامه الخوالي يوم كان اجترار ماضٍ وتكراراً مملاً لماض لم يغير من واقع المزارع شيئاً. مثل المشروع الآن كمثل لوري وحلان في طين لزج كطين مشروع الجزيرة حتمًا سيخرج من هذا الوحل في لحظةٍ ما. أقول لكل من شدّ شعره استنكارًا لخبر المليون فدان شكرًا لغيرتكم على مشروع الجزيرة والمشروع لأهله بإذن الله ولن يزرعه غير أهله والحاضر يكلم الغائب. فقط نريد أن ننظر إليه جميعًا بأنه أغلى من كل بترول السودان وفيه الخلاص وهو الملاذ بإذن الله.
التيار
نشر بتاريخ 15-09-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق