الاثنين، 20 سبتمبر 2010

عيدية مذهبة

من يقرأ الصحف يوم العيد؟
سالت نفسي هذا السؤال قبل أن اكتب عمود العيد. وأجبت نفسي
الى كل مريض ومرافقيه،
إلى كل طبيب وكادره الطبي المساعد من ممرضين ومحضرين ومساعدين.
إلى كل خفير يحرس مصنعاً أو متجراً او مخزناً.
إلى كل من يعمل في النقل البري سائقين ومساعدين ممن حتمت عليهم الظروف ان يعيدوا بعيدا عن بيوتهم وربما بجوار شاحنة معطلة.
إلى كل الجنود والضباط الذين صلوا صلاة العيد في ثغراتهم يحرسون الآخرين ليستمتعوا بالعيد ولسان حاله يقول: عيدنا أمنكم وفرحتكم.
إلى الشرطة بكل أقسامها – حتى شرطة المرور – التي سهرت على سلامة وصول المسافرين بالأفواج.( والكلام التاني بعد العيد).
إلى كل أم تنتظر مولودا في مستشفى.
إلى كل مزارع بات يسقي زرعه وفاته أن يصلي العيد.
إلى كل راع أخذ أغنامه او أبقاره وخرج بها لتأكل من رزق الله ( سرح).
إلى كل أطقم الطيران التي لا تعرف أين يكون عيدها.
إلى كل أفراد الشركات الأمنية الهدف وغيرها وهم في ثغراتهم.
إلى القائمين على الأجهزة الإعلامية operators (طبعا كثير من العمل مسجل مسبقاً).
إلى السياسيين وهم يعيّدون على بعضهم كل حسب مرتبته وقربه.
وأخيرا لكل مغترب صلى العيد وعاد إلى سكنه مكسور الخاطر لا يعرف إلى أين يذهب, وقلبه معلق بالوطن.
الى الذين يقرؤون الصحف من الانترنت – واحسب أنهم لن يجدوا صحيفتنا(التيار) هذه فلقد انطبق عليها عيد وجمعة وقطعا لن ترفع. نعدكم برفع هذا الموضوع في موقع سودانايل وسودانيز ون لاين.
الى كل هؤلاء وغيرهم ممن فاتنا ذكرهم من الذين يكون عيدهم في عملهم. لقد تفوقتم على الآخرين أما سمعتم جماع :( هو كالعود ينفح العطر للناس ويفنى تحرقا واشتعالا).
نقول لهم عيدكم عيدين .
العيد ابتسامة وصلة رحم وتعانق و( حتحتة ذنوب).
العيد فرحة أطفال وعبادة كبار.
ارجو ان لا نسمع فيه بيت المتنبي ولا ابيات إيليا ابو ماضي:
أقبل العيدُ ، ولكن ليس في الناس المسرة
لا أرى إلا وُجوهاً كالحاتٍ مكفهرَّه
وشفاهاً تحذرُ الضحك كأنَّ الضحك جمره
ليس للقوم حديثٌ غيرُ شكوى مستمره
قد تساوى عندهم لليأسِ نفع ومضره
لا تسل ماذا عراهُم كلهم يجهلُ أمره
حائرٌ كالطائر الخائفِ قد ضيَّع وكره
فوقهُ البازيُّ ، والأشراكُ في نجدٍ وحفره
فهو إن حطَّ إلى الغبراء شكَّ السهمُ صدره
وإذا ما طار لاقى قشعم الجوَّ وصقره
كلهم يبكي على الأمسِ ويخشى شرَّ ((بُكره))
تقبل الله صيامنا وصيامكم وقيامنا وقيامكم وحفظ بلادنا وبلاد المسلمين وحفظ كتابه من قس فلوريد اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك.
العيد مبارك عليكم : العفو.

ليست هناك تعليقات: