الجمعة، 2 يوليو 2010

موقف والٍ ومحافظ

موقف أول:
في الأسبوع الماضي كان شاب يقف على طريق الخرطوم مدني ينتظر وسيلة مواصلات تنقله من بلد لآخر على نفس الطريق، دون أن يرفع يده وقفت أمامه سيارة فخمة ودعوه للركوب ، كانت دهشته كبيرة حين وجد أنها سيارة والي الجزيرة البروفسير الزبير بشير طه وبعد السلام سأله الوالي من أنت؟ وأي وجهة تريد عرفه بنفسه وشكره على وقوفه وإن بينهم وفضل الظهر زمن بعيد. ثم سأله الوالي عن الزراعة والماء والترع. من جانبه أجاب الشاب على أسئلة الوالي وطلب منه إن أراد زيارة مكان في ولايته أن يأتيه بلا إعلام وبلا وفود فليأت وحيداً ليعرف ما يجرى على حقيقته. وصل الشاب الى مكانه وشكر الوالي على ذلك الموقف.
موقف ثانٍ:
في نهاية تسعينات القرن الماضي وعلى نفس طريق الخرطوم مدني شاب يقف على الطريق يرفع يده لكل سيارة تمر عله يجد ابن حلال يأخذه معه ، رفع يده لسيارة لم تقف له ولكن بعد برهةٍ رآها تعود إليه وتقف أمامه ، ظن المسكين خيرا ولكن لهول ما سمع ، تأشر للسيارة ليه؟ الشاب: ما الغريب في ذلك؟ يرد من بالسيارة ألا ترى البيرق الذي على مقدمتها؟ الشاب ويعني؟ أنت ما بتفهم تأشر لسيارة فيها بيرق؟ الشاب:والله يا أخي فيها بيرق ما فيها بيرق أنا أشرت وأنت بين خيارين إما أن تحملني أو تمضي في طريقك. كمان عايز تركب مع المحافظ؟ ودار نقاش خشن بينهما لولا تدخل آخرين لوقع ما سجل بدفاتر الشرطة.
تذكرت الحادثة الثانية بعد هذه السنوات بعد موقف بروف الزبير وسألت نفسي عدة أسئلة؟
هل كان المحافظ مستجد نعمة لهذا الحد؟
هل كانت الإنقاذ يومها لا تعرف إلا القهر؟
هل يرجع هذان الموقفان المتباينان لعمري الرجلين؟
هل السيارات الفارهة في نهاية التسعينات قليلة ومن يكون بداخلها يشعر بعظمة؟
هل تربية الرجلين وجذورهما سبب في ذلك؟
هلهلات كثيرة وردت بخاطري لكني صراحة احتاج لإعانة دارسي علم اجتماع وعلم نفس ومحللين سياسيين؟
طبعا لا تنتظروا ذكر اسم المحافظ فلم يفعل خيرا نسجله له وسندخله في ( من ستر مسلماً ستره الله ) اللهم استرنا ولا تفضحنا يا رب.
يبدو أن البروف الزبير - والي الجزيرة - سينهج نهجا جديدا سمعنا أنه زار طريق اللعوتة – المعيلق – أبو عشر ووجد العمل متوقفا ووجد أطفالاً صغار سألهم: لماذا توقف العمل في هذا الطريق أجاب الأطفال : منذ أن انتهت الانتخابات شالوا الآلات ومشوا. فكان رداً غير متوقع منهم فما كان منه إلا أن اتصل بالشركة المنفذة للطريق وجاءوا بسرعة وواصلوا عملهم.
في ظل عدم القوانين واللوائح والتوصيف الدقيق يبقى الحكم اجتهادات فردية.

الانتباهة يونيو 2010 م

ليست هناك تعليقات: