الجمعة، 2 يوليو 2010

لوحات طرق الخرطوم رائعة

اشتهينا أن نكتب هذا رائع ، أخيراً وجدنا ما نقول عنه رائع أو ممتاز أو بلغة الشوارع دا الشغل دا الشغل.
قبل فترة ليست بعيدة تقريبا قبل شهر كنا نجد عمالاً يضعون حواجز على الطرق تقيهم شر السيارات المارة وهم منهمكون في تكسير الفواصل بين الشوارع، استغربنا هذا الفعل والذي دائما ما يكون صباحاً ،( بالمناسبة لماذا لا يعمل مثل هذه المهام ليلاً حيث الحركة اقل والجو أطيب للعمل بدلاً عن ساعات الازدحام وسطوع شمس الخرطوم وما أدراك ما شمس الخرطوم التي يبدأ تيرمومترها ب 35 درجة مئوية).
هؤلاء العمال بعد أن انهوا تكسيرهم جاء بعدهم غيرهم ووضعوا قواعد صلبة تخرج من سطحها عدة مسامير بها ( قلووزات ) لم يطل الأمر طويلاً حتى وجدنا بعد كل يوم أو يومين تشمخ لوحة كبيرة بعرض الشارع عليها الاتجاهات التي يؤدي إليها السهم بخط واضح وجميل وباللغتين العربية والانجليزية فوجدت الكتابة باللون الأبيض والقاعدة بلون أزرق كأجمل تزاوج بين الألوان( لا يظنن ظان أني انتمي لفريق رياضي هذا شعاره لا علاقة لي بالكرة لا من بعيد ولا من قريب). لفة الجريف -هذا الاسم الشعبي – وجدت حظها على هذه اللوحات وعاد لمأمون بحيري شارعه الذي انتزعته منه عفراء وللسلمة شارع ولمايو شارع وهكذا وسألنا في بحري بعد أن علمنا أن هذا الشارع اسمه نصر الدين من نصر الدين هذا ؟ أفيدونا أفادكم الله.
لن يسمى شارع بعد اليوم بعرضه شارع الستين مثالاً صار اسمه شارع بشير النفيدي بتوجيه رئاسي في قاعة الصداقة بمناسبة مرور خمس سنوات على رحيل رجل الأعمال المشهور جداً بشير النفيدي رحمه الله.
لن يقف سائق بعد اليوم ليسال بالله الشارع دا ماشي وين؟ اللهم إلا إذا كان أمياً ولن يسأل سائح يركب موتراً ( بالمناسبة حكاية سواح الموات ردي وراءها شنو؟) اللهم إلا إذا كان هذا السائح لا يعرف الانجليزية.
من هنا أهني من وضع شروط ومواصفات هذه اللوحات ارتفاعاً وألواناً وخطاً ومكاناً ومسافات وأهني الشركة التي نفذت هذه اللوحات بهذا الجمال وهذا الوضوح ( فقط بيننا وبينهم أن لا تغيرها الشمس بعد فترة وتبهت وتحمّر). وأتمنى أن يكون من شروط العقد ضمان لعدم تغير اللون بعد فترة وان مبلغاً محجوزاً حتى تجتاز هذه اللوحات الفصول الأربعة.
سبقت هذه اللوحات تجارب كثيرة للوحات الشوارع كانت بائسة وقميئة وصغيرة وباهتة وبعد عدة تجارب جاءت هذه التحف، بالمناسبة لم أرها ليلاً الليل طبعا لأولاد الخرطوم وأهل العوض يفارقون الخرطوم عصراً يغنون مع حمد الريح نحنا راجعين في المغيرب ، نحنا راجعين في المغيرب.
هل نحلم بتصحيح كثير من التجارب البائسة لتصل لمرحلة هذه اللوحات الجميلة ، كثير من تجاربنا كان ينطبق عليها المثل ( دفن الليل أب كراعاً برا).

1 يوليو 2010 م

ليست هناك تعليقات: