الخميس، 18 يونيو 2015

الجواز الإلكتروني والجواز الخشبي

 
 28-05-2015
قضى آلاف البشر ظهر أمس في صالة القدوم في صفوف مؤلمة منتظرين أن يختم لهم على جوازتهم أنهم وصلوا يوم كذا. هذه العملية في كل مطارات الدنيا لا تستغرق أكثر من دقيقتين هذا قبل الجوازات الإلكترونية.
وقفت الصفوف أمام الكاونترات وعددها 16 كاونتر والتي بها موظفون خمسة فقط أي أن جوازات المطار تعمل بنسبة 31% سألنا السيد الرائد يا أخي هل يعجبك هذا البطء وأين موظفو الكاونترات الآخرون؟ تصوروا كيف كانت الإجابة؟ ما في شرطة نجيبهم من وين كثيرون تركوا العمل.
كل المسافرين وقفوا أكثر من ساعتين وفي هذه الساعتين تسمع من المواطنين القادمين لبلادهم تعليقات مبكية وكلهم حسرة على أول إجراء رسمي يستقبلهم به الوطن ويقارنون بالبلاد التي منها جاءوا لم أسمع تعليقات الأجانب ولكن قطعاً ستكون أسوأ من هذه.
عندما جاء دوري حرصت أن أعرف لماذا وقفت ساعتين إلا ربع حتى أصل هذا الموظف وماذا سيعمل؟ وكيف يعمل؟ وكنت حريصاً أشد الحرص لأعرف الفرق بين الجواز الإلكتروني والجواز القديم. الذي رأيته في مطارات أخرى إن هذا الجواز الإلكتروني يمرر على الكمبيوتر وتظهر كل المعلومات على الشاشة ويختم الموظف بختم يدوي ويكون الدخول قد تخزن في جهاز إلكترونياً. صاحبنا في مطار الخرطوم ختم على الاستمارة التي ظل الركاب يملؤونها منذ قرون. ما دورها بعد الماسحات والشاشات؟ لم يمر الجواز على الكمبيوتر فقط مقارنة المعلومات بعد إدخال رقم الجواز.
لماذا تعذيب خلق الله بكل هذا الوقوف وقد تضجرت النساء من طول الوقوف وسمعنا صراخ الأطفال ولم نر ابتسامة على وجه إلا عندما يسخر معلق مما به من حال وقال أحدهم دي المناظر انتظروا الراجيكم في المغتربين.
بالله من المستفيد من هذه الصورة الصادمة لكل قادم على هذه البلاد؟ بالله من المسؤول عن هذه الصالة وهل يرضيه هذا الواقع الأليم؟ هل هذا المطار (الدولي) وحدة واحدة لها مدير يعكننه ما يعكنن المسافرين ويهمه إرضاء الزبائن وتطوير المطار ويسأل ويحاسب كل جهة مقصرة؟ أم لكل مرجعية مختلفة الجوازات للشرطة والجمارك لها رئاستها والمطافئ لها رئاستها وهكذا ولا يستطيع من المطار أن يسأل أي جهة أي إذا عملت الجمارك بنسبة 100% والجوازات بنسبة 15% ستلغي هذه تلك والأداء سيصبح عيب على البلاد ووصمة عار.
من يحاسب أو يسأل عن هذا القصور ويوم وضعت 16 كاونتر هل كان بغرض الزينة ام لتسريع المهمة؟
يا سادتي هذه ثغرة بل عورة تقابل بها البلد القادمين إليها من أبنائه وضيوفه ويصدمهم شر صدمة. كيف يقف شخص ساعتين من أجل ختم؟
عدد المسافرين عبر مطار دبي شهر مارس الماضي 6700000 ستة ملايين وسبعمائة ألف مسافر ترى لو قدم هذا العدد إلى مطار الخرطوم كم سنة سينتظرون ليختم لهم جوازات الدخول؟ قطعاً ستأتي الأمم المتحدة وتضع مخيماً أمام المطار وكالات إغاثة لإغاثة المسافرين القادمين إلى مطار الخرطوم.
أرجو ألا تصر وزارة الداخلية على الجواز الإلكتروني إن كان هذا مآله خشبي جلدي قماشي كل واحد.

ليست هناك تعليقات: