الخميس، 18 يونيو 2015

المصارعة السياسية

 16-06-2015
قبل ربع قرن تقريباً وقبل الفضائيات كانت تشد المصارعة الحرة الناس شداً، لنكن دقيقين تشد بعض الناس شداً، وكنت من هذا البعض لا أدري لماذا؟ في حلبات المصارعة الحرة تلك دائمًا المصارعون أنداداً لم نر يوماً مصارعاً ضخماً يتصارع مع طفل ويهزمه في ثانيتين ويلوح بالحزام الأسود منتصراً ويصفق له الجمهور.
إن هو فعل ذلك لن يحضر المباراة القادمة أحد وليس لهم رصيد غير الجماهير. بنفس القدر كل أحزاب الدنيا وصراعات الانتخابات بين أنداد الجمهوريون والديمقراطيين في أمريكا العمال والمحافظين في بريطانيا وهكذا. إذا سئل المؤتمر الوطني من منافسك وضد منْ مِن الأحزاب خضت الانتخابات الماضية كيف ستكون الإجابة؟
وإذا ما طرحنا السؤال نفسه داخل قبة البرلمان من أي حزب أنت؟ وكيف دخلت البرلمان؟ سيقولون نحن المؤتمر الوطني وآخرون يقولون تنازل لنا المؤتمر الوطني عن دائرة؟ ولو كنت لئيماً لباغته بسؤال وفرحان أوي؟ كما يقول عادل إمام.
لو أن في حزب المؤتمر الوطني ذرة حياء لحاسب نفسه ولقال لعضويته هذه مصارعة بين مصارع ضخم وطفل متخلف ولن تجدوا مشجعاً ولن يقطع تذكرة في المرة القادمة إلا أبله.
كم عدد الأحزاب المسجلة لدى مسجل الأحزاب؟ يقولون 83 ورابعهم كلبهم، ما وزنها وكم عضويتها؟ وما هي برامجها؟ نفس الإجابات عند المؤتمر الوطني الذي سيزيد عليها أن له برنامج أن يحكم طويلاً جداً.
نصيحتي إن كان لمثلي نصيحة عند سكارى السلطة هؤلاء أن هذا الواقع مضر بالبلاد والعباد وبالمؤتمر الوطني ذات نفسه، ما لم يكابر ويقرأ من رأسه تقاريره على طريقة كل تمام يا فندم.
المطلوب البحث عن ند أو أنداد حزب أو حزبين محترمين قويين أفضل من هذا الغثاء، وبعد أن ذابت كل الأحزاب وسال لعابها للكراسي الخاصة والكراسي العامة ليس في البلاد أحزاب محترمة إما حزب أسرة تربعت عليه وهمشت الآخرين ونسي الديمقراطية الداخلية وعمل بالتوريث أو حزب مصلحة واضح الأهداف وكل حركاته مجيرة للمنافع الخاصة.
ليس أمام المؤتمر الوطني غير أن يقبل بحزب الإصلاح الآن نداً يرتجى ليصلح به حال البلاد المائل ويؤسس به لديمقراطية أنداد ولا مانع من حزب ثالث واضح المعالم وعلى رأسه رجال لا تلهيهم المكاسب الخاصة وليكن الحزب الشيوعي مثلاً إن بقي فيه خير.
وإنها لفرصة لحزب المؤتمر الوطني لاختبار قوته وعضويته. بالمناسبة حزب المؤتمر الوطني إن لم يفسح المجال لند لن تجد عضويته إلا مصارعة بعضها وهذا ما كان سائداً طوال الفترة الماضية.
عندما نقدم الإصلاح الآن للمؤتمر الوطني ليقبله نداً لا يعني هذه خاتمة المطاف ولكن ستجد الأغلبية الصامتة فرصتها يوماً ما وتتقدم الديمقراطية خطوات.

ليست هناك تعليقات: