بتاريخ : الأحد 12-06-2011 08:32 صباحا
في يوم 6/6/2011 م رُزق عثمان الطيب السائق بحافلة من حافلات خط ألتي الخرطوم رُزق بمولود ذكر بمستشفى سوبا الجامعي، فرح بسلامة زوجته وفرح بمولوده أيّما فرح. وفي نفس اليوم رُزق زميله خالد بمولود في نفس المستشفى، كلا الولادتين طبيعيتان مما استدعى خروجهما من المستشفى بعد ساعة أو ساعتين من الولادة.
جاء عثمان بحافلته وأركب فيها النفساء الأولى وولدها وطلب منه زميله أن يحمل معه زوجته النفساء أيضاً ومع كل نفساء أمها والمولود الذي عمره ساعتين مجموع من بالحافلة سائقان وأمُّان ونفساوان ومولودان عمرهما ساعتان، 8 أشخاص.
إلى هنا والحمد لله الأمور طيِّبة ونحن في دولة تحترم مواطنها غاية الاحترام ـ طبياً ـ هذا إذا تجاوزنا رسوم المستشفى.
وساروا بالحافلة في طريقهم إلى منزلهم والنهار حار جداً استوقفتهم كالعادة شرطة المرور السريع والوقوف كل 25 كيلومتراً ليس للجميع وإنما للبعض فقط هم الذين يُسألون إلى أن تجد الشرطة ضالتها.
الملازم ثاني: عليك مخالفة تدفع 50 جنيهاً.
عثمان: ما هي مخالفتي؟
الملازم ثاني: مخالفتك ركاب بدون منفستو.
عثمان: يا راجل هؤلاء ليسوا ركاباً، هؤلاء خرجوا من المستشفى قبل قليل وهذه أوراق المستشفى.
الملازم ثاني: تدفع، تدفع ما بعرف أوراق ولا غيرو.
عثمان: يا سعادتك هؤلاء عمرهم ساعتان لا يحتملون هذا الحر وهذه شهادة المستشفى.
عليك مخالفة ركاب بدون منفستو تدفع 50 جنيهاً.
ترى ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان عثمان الطيب؟
عموماً عثمان دفع مخالفة 50 جنيهاً لأنه ولد ولدًا في هذا السودان.
طيّب من نلوم؟، هذا الضابط الصغير تعلّم من جملة ما تعلم في الكلية الشرطية الحزم ورباطة الجأش واحترام القانون والقانون يقول له كل من يحمل ركاباً في حافلة على شرط حافلة بدون منفستو يدفع غرامة، ويا سعادتك لك 20 % مما تجمع من أموال. ماذا تنتظر منه غير هذا الموقف؟ ويريد أن يطبق ما تعلم.
في أي بلاد الله توجد محاكمة ناجزة مثل محكمة المرور السريع بلا استئناف ولا محامي فقط تدفع «كراعك فوق رقبتك» بالمناسبة قلت لعثمان لو كنت مكانك لرجعت لإدارة المرور السريع في كيلو عشرة وشرحت لهم ما يجري كان رده يا أخي دا طفل عمره ساعتان كيف أرجع به إلى كيلو عشرة! وزدت ونسيبتك معاك مش كده؟
خطوة أخرى كيف ينظر عثمان وأمثاله لوطن يعاملهم هذه المعاملة «كدت أقول: حكومة، ولكن الحكومة ستقول ما قلنا للضابط أعمل كده» كيف سيحترم مواطن موطنه الذي يفعل فيه هذا الفعل؟ هل تنتظرون ردة فعل مثل ردة البوعزيزي التونسي حتى تصلحوا مثل هذه الأخطاء أو هذه القسوة؟ إلى موسوعة غينيس سجِّلوا طفل عمره ساعتان يشهد غرامة مرورية.
وعدني سعادة اللواء عابدين الطاهر مدير إدارة المرور بالهاتف مرةً بأنه بنهاية هذا العام ستكون كل المراقبة آلية ولن يوقف بشراً. أقول لسعادته قبل أن يكتمل تركيب الأجهزة، أليس من علاج للذي يمارسه بعضرجال شرطة المرور السريع مثلاً إن كان ولا بد فليكن على رأس هذه النقاط ضابط كبير من مقدّم وما فوق حتى يتصرّف خيرًا من تصرفات هؤلاء الشباب، طبعاً ليسوا كلهم بهذا المستوى من الحرفية في تطبيق القانون ولكن صاحبنا هذا زادها حبتين.
يا وزير العدل قلت بعد توليك الوزارة عندك رأي في التسويات الفورية. ما هو؟ ألم يكتمل بعد؟
تنويه: غدًا وبعد غد بإذن الله مع شركة الأقطان حساباتها وإعلاناتها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق