الاثنين، 6 يونيو 2011

شمال كردفان وارتفع سقف المطالب

يبدو أن الدموع التي ذرفها النائب مهدي أكرت تحت قبة برلمان السودان دموع مباركة وصادقة، ولذلك حركت أقلام ومشاعر كثير من أهل كردفان شمالها وجنوبها ممن يتألمون لحال الولاية وما تعانيه من سوء حال وفقر وربما تهميش، ولذلك انهالت الرسائل على بريدي خلال الأيام الماضية، ومن حق الإخوة القراء الاطلاع على ما يتعلق بهذا الموضوع، ولذلك اخترت هذه الرسالة الضافية التي وصلتني من الأستاذ الماحي عبد الرحيم الرشيد:
أبناء شمال وشرق كردفان في دول المهجر الذين يؤرق مضاجعهم حال الإقليم المائل من ناحية التنمية وضبابية الرؤية عنها، يعبرون عن هذه الهموم في الصحف السيارة والالكترونية منها؛ متسائلين عن أسباب التجاهل الماثل للعيان لهذا الإقليم العريق؛ فهل يا ترى أن الأسود عند غفوتها تفقد هيبتها، أم أن الإقليم يناسبه أن ينعت بأنه حليم لدرجة السذاجة في كثير من الأمور. وليست في ذلك دعوة للتعبير بطرق يتولد منها الإخلال بالأمن، ولكنها دعوة لأبناء الإقليم الذين تشكل منهم اللجان تلو اللجان هناك بغرض الصدع بالأمر بكل جدية لمخاطبة المركز بصوت عالٍ للالتفات لضروريات الإقليم المتمثلة في توفير الماء والصحة والتعليم وتقنية الزراعة ورصف الطرق. ولعل أهم مرفق تنموي تنحصر فيه أماني الجميع الآن، هو طريق بارا أم درمان الذي نأمل أن ينفذ على أساس طريق ذي مسارين بينهما فاصل، حتى يكون نعمة لسالكيه، بدلاً من أن يكون نقمة كتلك الطرق التي تربط المدن بالعاصمة، والتي أدت إلى إزهاق عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال خلال الأربعين عاماً الماضية. ولعل طريق مدني الخرطوم لوحده جعل أكثر نساء السودان ثكالى وخلال السنوات الأخيرة هذه أظلنا طريق الخرطوم كوستي- الأبيض الذي أصبح هو الآخر شريكا فاعلاً لطريق مدني الخرطوم في ذبح وحرق أبناء السودان بالجملة، والله وحده يجازي الذين كانوا سببا في تنفيذ هكذا طرق، وهم يعلمون أنها وسيلة للقتل أكثر منها وسيلة للنقل.
والحديث الآن عن طريق بارا ــ أم درمان الذي يحلم الناس بإنجازه، فنأمل أن يجتهد أبناء الإقليم المتنفذون منهم وأعضاء المجلس الوطني خاصة، في تكثيف المطالبة الجادة للجهات ذات الاختصاص بأن يكون هذا الطريق ذا مسارين وليس مساراً واحداً، حتى لا يؤدي إلى نصب سرادق العزاء على طول العام في كل السودان، ونسأل الله السلامة للجميع. وحسب معلوماتنا وخبرتنا الطويلة خارج البلاد وبعضنا عمل بالمصارف والبنوك بالسنوات الطوال، فإن مثل هذه الطرق التي في الغالب تمولها صناديق التنمية العربية والأجنبية ومنظمات الأمم المتحدة التنموية وبنوك الإنشاء والتعمير العالمية، يرصد لها المال اللازم لتنفيذها ذات مسارين، لتكون شاملة لكل وسائل السلامة لعابريها. ونحن نعيش في دول المهجر نسير على طرق أطوالها في كثير من الحالات لا تقل عن ألف كلم، ويتسع المسار الواحد منها لأربع سيارات في اتجاه واحد، ونفس الشيء في الجانب المعاكس، وذلك معلوم للجميع، بالإضافة إلى أنها مسورة بسلك شائك من الجانبين، وذلك للحماية من دخول الحيوانات كالجمال وغيرها، حيث تعمل أنفاق خاصة لعبور الماشية في أماكن الرعي المعلومة، كل ذلك بغرض حماية أرواح الناس وممتلكاتهم. وطريق مثل طريق بارا ــ الخرطوم لا تزيد مسافته عن 320 كلم، عدمه أفضل من تنفيذه بمسار واحد، وذلك لتوقع المضار التي سوف يكون سببا فيها «ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح».
ونأمل أن تقوم هذه اللجان المشكلة حديثاً بمسؤوليتها بكل تفانٍ في خدمة الأهالي الذين يشكون الإهمال والبؤس. أما المدارس والمصحات إن وجدت في كثير من الأماكن التي تستحقها فهي لا تتوفر لها أبسط المقومات بالرغم مما لهذه المنطقة من يد عليا على مر تاريخ السودان، واليد العليا خير من اليد السفلى، ولكن هل أبناؤه هؤلاء الذين تشكل منهم اللجان لرعاية مصالحه يعلمون تاريخه؟ليتهم يعلمون ليتهم يعلمون وليتهم ينفكون عن هذا الانبهار بالخرطوم، ويتذكرون أن الأبيض كانت في يومٍ درة المدائن في السودان، وكانت الأم الرؤوم لأبناء الوطن جميعاً، والآن أخنى عليها الذي أخنى على لبد.
بقلم: محمد التجاني عمر قش ــ الرياض
gush1981@hotmail.com
> تعقيب:

على المالية الإسراع في تنفيذ هذا الطريق قبل أن يطالب ناس شمال كردفان بكافتريات وتشجير جانبي الطريق.

ليست هناك تعليقات: