بتاريخ : الإثنين 06-06-2011 09:03 صباحا
لم يرشح من شورى المؤتمر الوطني ما يروي الغليل، اللهم إلا إذا كانوا يتعاملون مع قواعدهم كما يتعامل مشايخ الصوفية مع حيرانهم.
ثم أن خطاب رئيس المؤتمر الذي بثّ في صدر نشرات الأخبار لا يبشر بمؤسسية قريبة ـ لا أعني المحتوى فذاك سنعود إليه بعد قليل ـ لكن لماذا يبث خطاب رئيس حزب لأعضائه في صدر نشرة التلفزيون القومي؟ هل امتلك الحزب أجهزة الدولة؟ أليس للحزب أجهزة إعلام يبث منها أخبار حزبه ولماذا لا تتطور صحيفة الحزب، إن كان الإعلام الورقي لا يكفي في هذا الزمان، لماذا لا تتطور إلى قناة تبث أخبار الحزب شورى وغير شورى من مؤتمر عام لمؤتمر خاص. لا يقبل من يدعو للمؤسسية مثل هذا النهج. اللهم إلا إذا كان المؤتمر الوطني متأكداً من أن كل الأحزاب التي في الساحة جيف ليس لها ما تقدمه وإن أرادت أن تنشر أخبار مؤتمراتها ـ إن هي عقدتها ـ فالتلفزيون القومي لها مفتوح.
يبدو أن الأحزاب كلها وأكرر كلها في حالة تكلُّس والحزب هو الرئيس والرئيس هو الحزب وبعض مستفيدين يكنكشون في الرئيس ولا قواعد ولا يحزنون. صراحة هؤلاء السياسيون في وادٍ والقواعد في وادٍ ويعتمدون على التقارير التي تضحكهم ولا يلتفتون للتي تبكيهم رغم حاجتهم إليها.
رغم ذلك دعونا نقفز لبعض نقاط في خطاب رئيس المؤتمر الوطني الذي بثه التلفزيون القومي. شدّ ما فوّر دمي في هذا الخطاب عبارة «حكومة ذات قاعدة عريضة» وقلت في نفسي أعرض من كدة؟ سيقول لي السياسيون ليس المقصود بعريضة هو زيادة عدد الوزراء ولكن جلب أكبر عدد من الأحزاب للمشاركة فيها. طيّب أمامنا عدة تجارب لمشاركة الأحزاب في الحكومات السابقة. منْ الذين يشاركون؟ الإجابة أكثر من واضحة لا أريد أن أقول النطيحة والمتردية، ولكن دائماً ما يشارك النفعيون وأهل المصالح والسجل صار مفضوحاً هذا للتجارة وذلك لتهريب الأبل وثاني للمصانع وثالث للمتاجرة بالسكر وآخر لتمويل البنوك ورابع للتسهيلات والشراكات باسم ابنه طبعاً وسادس لمصانع الحديد وهلم جرًا.لأكون منصفاً هذا نصيبهم منها والباقي للمؤتمر الوطني.
إلى أي درك يريد المؤتمر الوطني أن يوصل هذه البلاد المعطاءة المتسامحة البكر بهذه الملمات السياسية وإلى متى؟ ألا يريد المؤتمر الوطني علماً ولا علماء؟ إلى متى السياسيون هم العارفون بكل شيء؟
ثم هذه الشورى التي يريد رئيس المؤتمر الوطني من كل قواعد الحزب الالتزام بها، هل علمت القواعد ما هي وأروني مشورة واحدة جاءت من الأقاليم، أروني عضو إقليم واحد جاء بمشورة متدرجة من القواعد إلى أن وصلت قمة الشورى. كل أجندة الشورى تطبخ في مطابخ الخرطوم وتفصل على مزاج رأس هرم الحزب وما الأعضاء إلا ديكور وسياحة.
متى يبدأ بناء دولة محترمة؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق