الأحد، 12 يونيو 2011

للباحثين والأذكياء هذا الكتاب

بتاريخ : الخميس 09-06-2011 08:52 صباحا

شرفني أستاذي البروفسير محمد حسن سنادة وأهداني مؤلفه الذي عنوانه «الإنسان ونفسه من القرآن الكريم. جدلية القلب والفؤاد والدماغ والصدر». قبل أن ندخل في الكتاب البروف سنادة هو أستاذنا في علم الفيزياء بجامعة الخرطوم في سبعينيات القرن الماضي وكان استاذًا متفردًا كنا نترصد تعليقاته الساخرة ويتداولها الطلاب، كان كثير الاختلاط بطلاب الفيزياء على عكس كثير من أساتذة ذلك الزمان وأشهد أنه كان يُمتعنا بعلمه وخصوصًا في جمعية الفيزياء التي كان هو راعيها وكنت رئيسها لعدة دورات. علمنا كثيرًا واشهر ما تعلمنا منه كيف نركب جهاز ارسال «إذاعة» وقد استخدمنا تلك الإذاعة وبثثنا بها أخبار الإضراب والاعتصام الشهير في شعبان 1973 وغطت تلك الإذاعة كثيرًا من أجزاء العاصمة المثلثة بعد ان رفعنا الأريل عاليًا فوق صهريج الماء.
أسهبت!
نعود للكتاب ولكن قبل الكتاب الذي هو عصارة اقرأوا معي هذا الاقتباس من مقدمة البروفسير عبد القادر محمود «لا شك عندي قط في أنه تشريف كبير لي بأن أكتب هذا التقديم لهذا الكتاب بعنوان «الإنسان ونفسه في القرآن الكريم: جدلية القلب والفؤاد والدماغ والصدر». ليس ذلك التشريف لأن الكتاب كتاب زميل لي أعزُّه وأقدره لخُلقه وعلمه وتواضعه فحسب، وإنما لمعالجة الكتاب معالجة بديعة ورائعة لموضوع من الموضوعات التي لا يطرقها إلا ذوو الباع الطويل في المثابرة العلمية والأناة في الجمع، وتنويع المصادر، والتحليل بحسن المقارنة والاستنباط الرصين الرزين المتزن، العقلي المعقول، المدعوم بالحجة والمنطق. فكل ذلك، بل أكثر منه، اجتمع في هذا الكتاب ومؤلفه. يعظـُم هذا التقدير حين يدرك المرء أن الموضوع أساساً محور الكتاب عن القلب والفؤاد في القرآن الكريم، مفسراً لكل واحد منهما بالوارد عنه في القرآن الكريم، داعماً له بما هو متوفر في كثير من مصادر المعرفة الموثوقة، القديمة والحديثة.
ففي الكتاب اجتمعت الفيزياء، والتربية بما تحتويه من أساليب التعلم، وعلم النفس، والفلسفة المطلقة والفلسفة الإسلامية، وتفسير القرآن، وآراء علوم اللغة العربية كما احتوتها كتب التفسير وأمهات المعاجم العربية، من دون إغفال لأجود المراجع الحديثة المناسبة للمبحث، والموسوعات الأجنبية في الشبكة العنكبوتية. وفوق هذا كله اسئناسُ المؤلف بآراء من وثق بعلمهم وخبرتهم البحثية، في التخصصات المختلفة. وهذا دأب العالم المتثبِّت، الواثق من علمه، الناشد للكمال البشري الممكن، الذي أرى أنه بلغه في هذا الكتاب. كل ذلك في أناة وصبر، أعلمهما من مراجعاته التي لم تنقطع إلا مؤخراً لما كتبه، إثراءً وحذفاً وتبديلا ً، في تجويد متصل. ولو كان البروفسير سنادةً من ذوي العجلة، المهرولين للمطابع، لكان كتابه قد صدر قبل حينه بمدة ليست بالقصيرة.. لذا، فإن البروفسير سنادة بهذا الكتاب، لم يكتف بمكانته الرفيعة في طبقته بين علماء الفيزياء والتربية وعلم النفس، بل تبوأ باطمئنان وثقة بالنفس مكانة أخرى سامية بين علماء الفلسفة، ومظهراً استيعاباً تامـّاً لمعاني اللغة العربية من المعاجم وكتب التفسير. فأن يجتمع كل ذلك في فيزيائي أصلاً، فذلك محمدة له، ومفخرة للعلم السوداني».
ولي عودة بإذن الله لمقدمة المؤلف والمدهش في هذا الكتاب.

ليست هناك تعليقات: