ولأهل المدن قضاياهم، كدت أن أكتب، وللمترفين قضاياهم ولكن وجدت الترف لا ينطبق على قاطني ضفتي النيل الأبيض المنتظرين لكبري الدباسين، ولا المنتظرين كبري الإمدادات ما هم بمترفين إلا ما رحم ربي. ولكن الترف درجات مواطن شمال كردفان الذي يبحث عن الماء نصف يومه يرى كل هذه الكباري ترفاً لن يصله الجيل الثالث من كردفان وكل حلمه أن يجد الماء في بيته بأي صورة.
كبري الدباسين الواقع في منطقة الكلاكلات الذي سيربط الضفة الشرقية للنيل الأبيض بالضفة الغربية حيث الصالحة وما جاورها ومطار الخرطوم الجديد. المهم انتظر الناس تمامة هذا الكبري زمناً وهم يرون العمل فيه متوقفاً تماماً ومنذ زمن ليس بالقصير وانتهت كل التي كانت معه وبقي هو، ماذا يجري هناك لا مجيب، وعلى ولاية الخرطوم أن تجيب، إما ببيان توضح فيه أسباب توقف العمل في هذا الكبري أو أن تجيب عملياً وتقول للناس ها قد استأنفنا العمل. أكتب هذا بكل براءة غير أن الألسن تلوك غير هذا وأريد أن أبرئ نفسي من الشائعات وهي في ازدياد كلما تأخر العمل في هذا الكبري.
كثيرون بنوا على هذا الكبري آمالاً عراضاً وارتفعت أسعار الأراضي في هذه المناطق بسبب الشروع في هذا الكبري وليست هناك أسواق عقارية تعلو وتهبط بأسباب ولكنها يمكن أن ترتفع لسبب ولن تهبط أبداً.
أما كبري الإمدادات الطبية الذي عند تقاطع شارع واحد مع شارع الحرية وعند هذا الملتقى تتكدس السيارات بالمئات في كل الاتجاهات فلذا رأت وزارة التخطيط العمراني أن تنشيء كبري طائر في هذا المكان من ذلك النوع الذي قال فيه عبد العزيز داؤد ـ رحمه الله ـ عندما زار دولة خليجية قال حيرتونا: كباري بلا بحر ولبن بلا بقر.
يوم احتفل الوالي بتوقيع عقده كانت مدة التنفيذ 5 شهور وهذا قبل أكثر من 18 شهراً ربّاه ماذا جرى؟ هل تعثرت الشركة؟ هل تعثرت الولاية؟ هل صُرف النظر عنه ولأي الأسباب؟ كل هذه أسئلة تنتظر إجابات؟
غير أني سمعت «تحت تحت» أن هناك خلافاً على مواصفات فنية تعترض التنفيذ؟ يكون جميلاً أن تشرك الولاية مواطنها في همومها التي هي همومه.
بالله يا أخوانا في وزارة التخطيط العمراني، طبعاً مجهوداتكم باينة لمن يريد أن يرى «وكل هذا قبل أن تدخلوا في اختبار الخريف والمعروفة نتائجه كل عام وهو دائماً يأتي فجأأأة» نتمنى أن تجيبوا عملياً على طريقة العساكر «البيان بالعمل» أو أن تملِّكوا مواطنيكم الحقائق حتى لا تتضارب المصالح الخاصة للكثيرين.
لست من مواطني ولايتكم جغرافيا، ولكن الخرطوم ملك الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق