31-07-2016
|
طلبت مني إدارة التدريب التربوي بمحلية الكاملين تقديم محاضرة مشاركة في دورة تدريبية أقيمت لمشرفي وموجهي المحلية. وأشكرهم أن تركوا لي تحديد موضوعها. تذكرت يومًا في العام الماضي كنت في السعودية ورأيت أن أزور المدرسة التي يدرس فيها حفيدي. دخلت إدارة المدرسة وجدت المدير وبعض المدرسين عرفتهم بنفسي وقلت أنا جد محمد وكنت مدرساً في المملكة من1977 – 1994 م (طبعاً قلتها بالهجري) فما كان من المدير إلا أن قال لي: أنت من زمن الطباشير. وأخذوني في جولة لفصول المدرسة وخصوصاً فصل حفيدي ووجدت السبورة الذكية (الاسمارت بورد) وكل المنهج مخزن في الكمبيوتر بكل تقنيات العصر ويعرض على التلاميذ في أبهى حلله. ما يقدم في السبورة الذكية في خمس دقائق يحتاج الى أيام بالطباشير. قلت فليكن عنوان محاضرتي (كيف نلحق بطلابنا؟) وذلك لما رأيته من بون شاسع بين معلم اليوم وطالبه هذا ليس بإطلاق إذ قادنا هذا الافتراض الى التباين في البيئة المدرسية بين المدارس الحكومية والخاصة والتباين في المدارس الحكومية في المدن والأرياف والمدارس الحكومية في الأرياف والأطراف إذ يتدرج البناء من أرضيات السراميك والتكييف الى أن يصل حد القش والرواكيب (حد جاب سيرة تهميش خليكم في التربية وبلاش سياسة) وعرضت صوراً لمدارس مختلفة حكومية وخاصة مدنية وريفية ورواكيب. سألت المتدربين (100 من المشرفين والموجهين) من منكم لا يعرف التعامل مع الكمبيوتر؟ طبعاً بعض منهم قال لا علم له بهذه الآلة وآخرون يعرفونها جيداً وبينهما. وهذا قد يكون أمراً طبيعياً قبل عشرين سنة، لكن الآن لا عذر لجاهل بالكمبيوتر وخصوصاً المعلمين. قلت كل طلابكم بالإجماع يتعاملون الآن مع الكمبيوتر في واحد من أشهر الأجهزة انتشاراً وهو الهاتف الذكي الاسمارت فون. من هذه المقدمة قلت ما لم نردم هذه الفجوة بين المعلم والطالب سيصبح المعلم في وادٍ وطلابه في جلاكسي. ما يتعب المدرس في توصيله لذهن الطالب بشرح طويل يجده الطالب من الحاج قوقل ملوناً ومفصلاً تفصيلاً. الذين يتحدثون عن العدالة والمساواة دعوها تبدأ من هنا من ساحات التعليم حتى تصبح كل المدارس متقاربة إن لم نقل متماثلة بحيث تكون كلها ذات بيئة جاذبة وقابلة للتطوير وليس من العدل أن يجلس من درس في راكوبة والذي درس في مدارس المجلس الأفريقي مثلاً لامتحان واحد ويتنافسون على نفس المقاعد. ولماذا نذهب بعيداً، كانت القاعة التي أقيمت فيها الدورة في كلية العلوم التربوية بالكاملين تابعة لجامعة الجزيرة يشهد الله القاعة في غاية البؤس لا تكييف لا إضاءة لا صوت والبروجكتر باهت وحزين والمدرج يذكر بالسينما أيام زمان. هذا في الكاملين التابعة لجامعة الجزيرة صاحبة الشهرة الواسعة والمكانة المرموقة بين الجامعات والتي حصدت جوائز عالمية. بالله كيف يكون الحال في الجامعات البعيدة. الناس ديل ما شافوا قاعات الجامعة الوطنية وللا شنو؟ يا جامعة الجزيرة قاعة واحدة تليق بالقرن الواحد والعشرين مشكورين. |
السبت، 6 أغسطس 2016
من زمن الطباشير؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق