26-07-2016
|
يقال عن سكان المناطق الإستوائية إنهم لا يزرعون إلا بقدر مؤونتهم رغم خصوبة الأرض ووفرة الأمطار، ثقافة محلية لا تعرف الادخار ولا التجارة. (هل هناك من ينظر إلى مزارع الجزيرة هذه النظرة؟ وهو يشتري اللبن والخضروات وأرضه مزروعة علفاً). التباكي على قلة الصادر وكثرة الوارد في اقتصادنا بأيدينا وضيق نظرتنا. بين يدي اليوم مثال لماذا نستورد أشياء يمكن أن تصنع محلياً؟ رب قائل المستورد أكثر جودة من المحلي، هل يعقل أن يكون ذلك دائماً وبإطلاق؟ أليس هناك محلي متفوق على المستورد؟ ولقد كتبت يوماً هنا عن أحذية ساريا وجودتها ولكن أصحابها يحصرون إنتاجها في حدود ضيقة مثل زراعة الإستوائيين. وسألنا عن قلة الطموح هذه بعدة استفهامات ولم نجاب. اليوم الحديث عن الصابون وخصوصاً صابون الحمام وكيف كان في السابق الإنتاج المحلي يكفي البلاد ولا نعرف المستورد الا على نطاق ضيق مهرب من دول الجوار. وما زلنا نذكر صابون فنيك الميزاب – شندي صندوق بريد (1) يحمل رقم صندوق البريد الأول بمدينة شندي وما زلنا نذكر صابون البوكيه وصابون نادية وكلها صناعات محلية. ما الذي ملأ أسواقنا بالصابون المستورد من مصر والسعودية وتسبب في انحسار صابون الحمام المحلي؟ هل هي الكوميسا هذه مع مصر ما سبب استيراد الصابون والمعجون السعودي؟ هل هي حرية التجارة؟ في أسواقنا الآن صابون حمام اسمه TOP ملأ الأسواق والحمد لله ويباع في الطرقات عند إشارات المرور جربته مرة ومنذ ذلك اليوم لم اشتر صابونة حمام مستوردة وكان ذلك قبل ثلاثة شهور تقريباً ولم يكن أصحابه كسالى يكتفون بمنتج واحد فقد نوعوه بعضه بالصندل وعطور أخرى ولكن هو صابون حمام بامتياز (لنا عليه مأخذ بسيط بدأ بوزن 100 جرام وبعد فترة صارت الصابونة 75 جراما بنفس السعر لو كان لهذا الأمر علاقة بارتفاع الدولار أخشى أن يصل وزن الصابونة الى ... جرام). كيف يُحمى مثل هذا المنتج ويوقف صادر صابون الحمام تماماً؟ هذا سؤال اقتصادي كيف يحمى في خضم سياسة التحرير العرجاء هذه؟ لابد من ضوابط ولابد من تدخل الدولة لحماية الصناعة الوطنية بالأساليب المعروفة تخفيض الجبايات، توفير الطاقة، تقليل الضرائب. ولابد من حماية المستهلك من جشع الرأسمالي المحلي حتى لا يُقاد له المستهلكون مجبورين لابد من وزنة بين الحرية والتشجيع. رغم أهمية الموضوع ستجد من يسألون كم أُعطي هذا على هذه الدعاية في عموده؟ لو قلت لا أعرف أين مصنع هذا الصابون ولا من مالك هذا الصابون ولا كم إنتاجه هل تصدقوني؟ أكتب من منطلقي الخاص وليس بطلب من أحد. هذا الصابون إذا كان إنتاجه كافياً لن يستورد صابون حمام بعد ذلك. ولماذا لا يكون ذلك في كثير من السلع بلا تحرير بلا سفاهة. السفيه هو الذي لا يحسن التصرف في ماله. |
السبت، 6 أغسطس 2016
هذا منتج وطني ممتاز
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق