الاثنين، 12 أكتوبر 2015

قيمة الإنسان من قيمة عملته

 10-10-2015
الذين يتباكون على العقول المهاجرة والسواعد المهاجرة في السنوات الأخيرة وكم من تأشيرات الخروج ينفذ يومياً ليسألوا أنفسهم سؤالاً كم عدد الذين أو متوسط الهجرة في السنوات التي استقر فيها سعر الصرف 2.2 جنيه للدولار الذي استمر بضع سنوات وحينها كان سعر الريال السعودي على سبيل المثال 50 قرشاً أو نصف جنيه تقريباً، يومها قل أن تجد مهاجراً إذ أن الفرق بين الراتب الخليجي والسوداني متقاربان.
اليوم وقد انخفضت العملة خمسة أضعاف أي أصبحت خُمس قيمتها قبل سنوات والأجور السودانية في مكانها (للموظفين طبعاً أماً السياسيون فلا سقف لدخولهم). كيف تنتظر من موظف أو شاب مرتبه 500 جنيه أو ألف جنيه والأسعار تنطط كما الضفادع تذاكر مواصلات كل يوم في زيادة ولا رقيب ولا حد جايب خبر. الخضروات، البصل مثالاً وصل سعر البصلة الواحدة إلى جنيهين، صحن الفول عشر جنيهات، وكل هذا والرواتب ثابتة كأنها بالعملة الخارجية الذي انقسم مرتبه على خمسة والأسعار تضاعفت الى خمسة كيف يعيش؟
في الخليج قيمة الإنسان من قيمة عملة بلده تجد البنغلاديش والهنود أقل العمالة رواتب والأوربيين والأمريكان أعلى الرواتب حتى العرب المتجنسين بجنسيات أوربية يمتازون على أبناء جلدتهم الذين يحملون جوازات عربية.
ماذا لو جعل المتحاورون الاقتصاد محور قضيتهم كيف يقنع المتحاورون بعضهم بأنه لم يحن وقت الترف على حساب الخزينة العامة وكل قرش خرج من الخزينة العامة لجيب سياسي هو قرش مقتطع من عرق فقير هو والميتة سواء إن لم يكن أكثر حرمة منها.
والوضع الاقتصادي هذا حاله يضرب الوطن في خاصرته، العقول في حالة هجرة والشباب في حالة هجرة، وعندما يفقد الوطن شبابه وعقوله يصبح وطناً كسيحاً وأخبل.
السادة المتحاورون إذا ما استمر مسلسل قسمة السلطة والثروة الذي يضاعف المناصب ويستنسخها ليرضي كل منشق ومتمرد ليصبح دستورياً لا يعرف حياة العامة ويسكن برجه وينظر للناس من علٍ وينتظر تصفيقهم. على السودان السلام.
كل اقتصادي يعلم أن الإنتاج هو المخرج من الأزمة الاقتصادية التي جعلت البلاد طاردة لشبابها وعلمائها ما لم يتحسن الوضع الاقتصادي وتصبح للجنيه قيمة لن تكون للإنسان السوداني قيمة وسيصبح انساناً مكسور الخاطر في الداخل والخارج.
ولن يصلح اقتصاد تستنزفه الحرب والأمن والصرف الحكومي، (يذكرني بمسائل الحساب حنفية تصب في حوض واثنتان تفرغان متى يمتلئ الحوض)؟
ماذا لو جعل المتحاورون الاقتصاد محور نقاشهم وما السبيل؟ ومتى يطالب المتحاورون بالكعكة لا نقول لهم بلاش كعكة ولكن هذا ليس وقتها. افعلوا ما يجعل الاقتصاد يتحمل سياسيين بهذا العدد.
ما لم تسد الفجوة بين طبقتي الشعب والسياسيين ويشعر السياسيون بآلام الشعب وهذه المشكلة لا تحل بطق الحنك إنما بالدراسات والخطط؟

ليست هناك تعليقات: