29-09-2015
|
لم يعكر صفو العيد إلا حوادث تدافع الحجيج الذي أدى إلى عدد كبير من الوفيات رحمهم الله والجرحى شفاهم الله. وعكر صفو عيد الخرطوم اختفاء الخراف فجأةً، وخلو أماكنها ومازال لغزاً هذا الاختفاء وفي انتظار فك طلاسمه.
لا نشك لحظة أن المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً تفعل أقصى ما في وسعها ليتم موسم الحج بسلام ويعود ضيوف الرحمن بسلام، ودائماً كان يحدث هذا، ويعود الحجاج مبهورين مما قدمته لهم حكومة المملكة ومحسنوها ومحتسبوها ويقارنون منْ من الدول تستطيع أن تقدم للحج مثل ما تقدم حكومة المملكة العربية السعودية. لست مهندساً حتى اقترح حلولاً هندسية تحد من تدافع الحجيج وخصوصاً في يوم النحر وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها كوارث في يوم النحر. ولكن ذلك لا يمنع من أن ندلى بدلو ليكن واحداً من دلاء كثيرة ستسكب في حوض الحلول التي ستقترح لمنع تكرار هذه الفواجع. ولن نستبق التحقيق الذي ربما يثبت أن وراء الحادث فعل جنائي. قبل ثلاثين سنة تقريباً سمعت الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يرجو المسلمين بعدم تكرار الحج، وأن يكتفوا بحجة الفرض ويفسحوا المجال لغيرهم من المسلمين الذين سيحجون مرة واحدة ليحجوا في يسر. وطلب منهم أن ينفقوا ما يحجون به على الفقراء والمساكين. ووجوه الخير التي يمكن أن يصرف فيها المسلم ماله صدقة كثيرة جداً. سهولة السفر وسهولة الاتصالات من المغريات لتكرار الحج وجعلت من الحج أنواعاً، حج سياحي وحج مؤسسات وحج عامة. ليس صعباً الآن حصر منْ حج مرة واحدة ومن يحج كل عام وما بينهما من عدد حجات متفرقة. إذا لم يتعارض الأمر مع نص شرعي ولا يوجد من يفتي بعدم تكرار الحج لماذا لا يمنع تكرار الحج إدارياً فمن حج حجة الفرض لا يسمح له بحجة أخرى بتاتاً أو كل عشر سنوات مرة. هناك دول تطبق ذلك من تلقاء نفسها ماليزيا مثلاً رغم رغد عيشها للحج مؤسسة رصدت كل المسلمين وحددت لكل مسلم سنته التي سيحج فيها ومربوط ذلك بدفع ميسر يدفعه الحاج على سنين طويلة عبر (تابونق حاجي) وحين يقرب الحج يدرب تدريباً كافياً. ومن المظاهر التي تشارك في زحمة الحج الوفود الرسمية كل من عين وزيراً أو سفيراً نوى الحج وحج على حساب الخزينة العامة، هذا في السودان وفي دول أخرى المشكلة في الحاشية التي تحيط الرسمي رئيساً أو أميراً أو وزيراً هؤلاء الأكثر تسبباً في زحمة الحج، ويجب أن يخيروا بين عدم الحج أو أن يحجوا مثل عامة خلق الله. وإذا ما حد حجهم مع المكررين وهؤلاء الرسميين سينخفض تلقائياً عدد الجنود المنظمين للحج. أحسب أن من ذكرتهم يمثلون 50% من الحجاج. |
الاثنين، 12 أكتوبر 2015
تزاحم الحجاج إلى متى؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق