الاثنين، 12 أكتوبر 2015

بأي ذنبٍ قُفلت؟

 11-10-2015
الجناح الجنوبي من مستشفى الخرطوم ومنذ زمن بعيد كان مميزاً عن عنابر مستشفى الخرطوم والتي كانت كلها مميزة الخدمة الصحية ولا فرق إلا بعدد الأسرة في الغرف. وفيه تعالجت سكينة حرم الرئيس عبود. وكثيرون سمعوا بتأخر اجتماع مجلس الوزراء إلى ما بعد الخامسة وعندها سأل الرئيس إبراهيم عبود، الذي أراد زيارة زوجته التي ترقد بالجناح الجنوبي، سأل نائبه حسن بشير نصر: يا أخي تأخرنا عن وقت الزيارة تفتكر الخفير ممكن يدخلنا بعد الزيارة؟
وفي الجناح الجنوبي (مات) السيد إسماعيل الأزهري، (في الحساب هناك ما يعرف بفك الأقواس، ولكن فك قوسي مات يحتاج حل اللغز وكشف المغطى)،
كل هذا مشهيات.
على أيام طيب الذكر د.كمال عبد القادر مدير مستشفى الخرطوم ووكيل الصحة الأسبق أراد كسر حاجز غلاء السوق الصحي الخاص بعمل مؤسسات حكومية مميزة نفس الخدمة التي تقدمها المستشفيات الخاصة وبأسعار أقل فأنشأ مركز الخرطوم التشخيصي المتطور وطوّر القسم الجنوبي ليكون منافساً للمستشفيات الخاصة. وكان يساعد في تسيير المستشفى الكبير بأجرته الشهرية التي بلغت 180 مليون تساوي 60% من تسيير مستشفى الخرطوم، وما كان مريض المستشفى العام يحتاج لشراء شاش ولا حقنة ولا كمامة ولا.. ولا.. كما هو الحال الآن.
تسلطت جهة ما وألغت الإيجار وقفلت القسم الجنوبي لمستشفى الخرطوم بالضبة والمفتاح وصار كالمتحف المهجور. لماذا فعلت ذلك ولم تترك لنا إلا التخمين ونقول، ربما أغلق الجناح الجنوبي لمستشفى الخرطوم لينتعش سوق المستشفيات الخاصة القريبة من المستشفى؟، ربما وربما لأن ما كان يدره إيجار هذا الجناح خفف على عامة الناس وهناك من لا يريد لهم إلا العناء. الغني يمشي المستشفيات الخاصة والفقير يموت حسرة ومرضاً.
لم يسأل مسؤول عن لماذا أغلق الجناح الجنوبي بمستشفى الخرطوم حسب علمنا، ولو كانت هناك محاسبة لوجد الإعلام جواباً على السؤال. تمر الأيام ويصاب اليمن العزيز بحرب صراع سلطة وصراع مذاهب طائفية ليس للمواطن فيها يد ويفجع اليمن السعيد في سعادته واستقراره وتدور الحرب ولا تترك مكاناً آمناً وتسيل الدماء والمستشفيات اليمنية تعجز عن تقديم الخدمة وهنا تتجلى النخوة السودانية وإغاثة الملهوف ويأتي الجرحى اليمنيون للعلاج في وطنهم الثاني بدعوة من حكومة ما تركت مريضاً من شعبها إلا عالجته وبالمجان كمان.
وبقدرة قادر يكون الجناح الجنوبي واحداً من المستشفيات التي تستقبل جرحى اليمن؟
وهنا نسأل لماذا حُرم المواطن السوداني من الجنوبي كل هذه السنين هذا الجناح عمل على فترات متقطعة آخر ظهور (كما يقول تطبيق الواتساب) كان في أغسطس 2013م.
من المستفيد من إغلاق الجنوبي لمستشفى الخرطوم؟ يا زول أمكن في دراسة تقول هذا القسم الجنوبي لا يصلح إلا لذوي البشرة الصفراء، ولا يمكن أن يعالج السمر طيب ما في سودانيين بيض ما فتحتوا ليهم ليييه؟.
من هنا تحية لكل طبيب استنكر تقديم خدمة مختلفة لشخصين مختلفين محافظاً على قسمٍ أداه.
على المرضى السودانيين إن أرادوا علاجاً في السودان أن يبحثوا عن جنسية أخرى.

ليست هناك تعليقات: