الاثنين، 12 أكتوبر 2015

الحوار والأسعار

 08-10-2015
سيتحاور السياسيون في العاشر من أكتوبر الحالي حواراً وطنياً مُختلفاً عليه. منهم من يراه الحل لقضايا السودان السياسية المعقدة التي تدور حول نفسها منذ الاستقلال. أحزاب، ائتلافات، انقلاب، تكميم أفواه بداية موفقة ترفع الحس الوطني تصليح مسار، نفعيون ينحرفون بالثورة مؤامرات مكائد صراعات حركات تمرد قتال.
لم يفتح الله إلى يوم الناس هذا بمهاتير سوداني ولا رجب سوداني ولا قوم لهم رؤية في كيف تستغل موارد هذا الوطن لصالح من عليه من البشر. المستعجلون الغنائم هم آفة هذه الأمة وغالباً مصالحهم قبل المصالح العامة.
أريد أن أسأل (ألم يكن هذا اسم عمود صحفي في ستينات القرن الماضي لمنْ؟ لا أذكر). أريد أن أسأل ما محور الحوار الوطني؟ وما هي نوايا المؤتمرين؟ بلاش نوايا ماذا يريدون؟ ألا يبحث كثير منهم عن نصيبه في كعكة الحكم؟ هل منهم متجرد لوجه الله ليقول هذا هو الحل دون النظر إلى العائد الخاص على حزبه أو شخصه؟ وبالمناسبة واحد من عناوين الصحف يقول (أكثر من مائة حزب يشاركون في الحوار) من أين جاء هذا العدد من الأحزاب ليتهم كانوا بصلاً عندها لن يكون سعر البصلة جنيهين!
بالمناسبة كم من المتحاورين يعرف سعر البصل أو تذكرة المواصلات؟ بالله ألم يعد هذا الشعب طبقتين طبقة تنتج والأخرى تستهلك بدون أن تدفع. واقع الحال يقول على الشعب أن يدفع لمن يحكمونه وربما لا يكون دفعاً مباشراً ولكن على الشعب تسديد فواتير حياة السياسيين. عشرات إن لم يكن ألوف لم يدفعوا مليماً واحداً لوقود سياراتهم منذ ربع قرن ولم يدفعوا إيجارًا لفندق أو نزل كل ذلك من الخزينة العامة التي تمص مصاً المواطن. واقع الحال الآن لا يعرفه السياسيون أو الذين يتحاورون في العاشر من اكتوبر معظمهم لا يعرف مصاريف طلاب الجامعات ولا كيف يعيشون ولا كيف يأكلون. أما الصحة فلقد كشفت استضافة جرحى اليمن معادن الرجال الذين استقالوا وهم يرون البوبار والقشرة وما بذل لراحة الإخوة اليمنيين لم يجد كثير من مرضى الشعب السوداني ولا واحد من الألف منه واستقال اطباء وإداريون لهم ضمائر وأدوا قسماً أن لا يفرقوا بين مريض ومريض مهما كانت الظروف.
أيها المتحاورون هل تعلمون كم هو الحد الأدنى من الأجور؟ أيها المتحاورون هل تعلمون كم تكلف حلة الملاح؟ هل تعلمون كم وجبة تأكل الأسر؟ وما هي الوجبة التي يأكلونها؟ نصف لتر الحليب الذي يسميه الناس رطلا كم سعره؟ كم تحتاج أصغر أسرة للحليب؟
إذا لم تجيبوا على الأسئلة أعلاه سأسالكم سؤالاً تعرفونه جميعاً كم سعر الدولار وكيف يؤثر على الأسعار؟ طبعاً سينظر كثير من المتحاورين لهذه الأسئلة بأنها أسئلة ساذجة وهم أهل رأي أكبر من ذلك والموضوع أكبر من معاش الناس وإنما هو فلسفة حكم وإجابة على السؤال القديم كيف يحكم السودان.
اللهم حقق الأماني.

ليست هناك تعليقات: