مصر تعلِّمنا ونتعلَّم منها رضينا أم أبينا. في أخبار الأيام القليلة الماضية كوّن شباب الثورة المصرية حزبهم ومن أول شروطهم أن لا يزيد عمر العضو على خمسين سنة. «أيه الهنا دا كلو يا أولاد» هؤلاء شباب عرفوا علة السياسيين وجاءوا من الآخر كما يقولون في لهجتهم الدراجة «تعال من الآخر يا بيه». السياسيون في العالم الثالث معظمهم بلا مهنة أو بلا وظيفة أو لا يريد أحدهم أن يعود لوظيفته التي جاء منها بعدما اكتشف الكثير من إدارة السياسة للمال والسلطة. في العالم الغربي يقضي الرئيس أو العضو دورته ويعود لجامعته محاضرًا أو لمكتبه أو لمزرعته أو يجلس ليكتب مذكراته. وهذه عودة حقيقة فيوم كان يشغل المنصب السياسي رئيساً أو عضوًا محرمة عليه التجارة وهو في هذا المنصب. لكن سياسيي العالم الثالث لا يتعلمون التجارة ولا تحلو لهم إلا بعد المنصب السياسي ليغذوها من ثدي الدولة بأفضلية العطاءات هذا إذا وجدت عطاءات. أو إذا كان بعضهم يدعي الورع لا يمارسها مباشرة ولكن عن طريق أقاربه بعد أن يهيئ لهم الأرضية الصالحة ويعرف كل موظفي الدولة علاقة السياسي بالشركة الوليدة. لكل تلك الأسباب تجد السياسيين يترأسون أحزابهم عشرات السنين. لا بل عندنا لا يزيحه عن رئاسة الحزب إلا الموت وحتى هذا يتأخر كأنه بناء على رغباتهم ، ولا يقبل التنازل ولا لولده او ابنته ناهيك عن ابن عمه أو عمه أو عضو حزب عادي. «يا عمي دول ملزأين أوي». أما الرؤساء ـ أجارك الله ـ فلعشرات السنين ولم يشبعوا ولم يتعبوا، يا شباب مصر خمسينكم التي تطالبون بها جاركم قضى 42 سنة حاكماً ولم يشبع والبقية معلومة. هؤلاء الشباب اكتشفوا علة العصر وعلة العالم الثالث على الأخص وهي «الكنكشة» في الكراسي كبرت أو صغرت ولا مكان لتعاقب الأجيال ولا تبادلها ووضعوا هذا الشرط « لا يزيد عمر العضو عن خمسين سنة». رغم أن الحزب ليس سودانياً ورغم أن الشرط لا ينطبق عليّ ولكنني فرح به إذ ستوصله الرياح إلى هنا يوما ما. يا سادة أحزابنا ألم تملوا ؟ أما سئمتم هذا التكرار؟ لن تحدث فوضى ولن تقوم الساعة بتغيير الوجوه؟ يا سادتي جرِّبوا ولو إجازة سنوية يا أخوانا أنتو الناس ديل ما عندهم إجازات سنوية؟ وشوفوا من سيموت من غيابكم؟ وأي مؤسسة تنهار بغياب فرد هذا دليل قاطع على أنها مؤسسة الفرد الواحد وهذا أس بلاء مشهور. يا عالم استلفوا لنا هذا الشرط ودعونا نطوره بطريقة جديدة. بهذه الطريقة كل من أقسم مرتين أمام الرئيس أو أمام رئيس القضاء يطلع بره. كفاية يا عالم. |
هناك تعليقان (2):
ديل يطلعو يمشو وين ..تمشي تسألهم يقولو ليك فى ملفات عالقه تحتاج وجودنا ...أو الكبير بتاعهم والله انا قررت عدم الترشح لكن جاتني رسائل تستحلفني وتطالبني الترشح فنزولا عند رغبة الناس قررت الترشح مره خامسه..رسائل ياظالم طيب أحنا نموت ونكتب بدمنا رحيلك ومابتسمع رساينلنا
freepalestine4ever.blogspot.com
إرسال تعليق