لا أدري هل هي حماقة مني أم قلة صبر أم أني على حق؟ سماه مؤتمرًا صحفيًا وكان عبارة عن محاضرة في عنبر جودة تيتاوي.. وزير ولاية الخرطوم لشؤون الحج والعمرة طبعًا هذا ليس اسم الوزارة ولكن من كثرة مسميات الوزارات والوزراء أصابنا ما أصابنا من القرف، وما عاد تهم الوزراء أسماء وزاراتهم نُطقت صاح ام خطأ، دعا الوزير لمؤتمر صحفي يعرض فيه أسس وضوابط عمرة 1432هـ بقاعة اتحاد الصحفيين «أضيق قاعة في القرن الواحد والعشرين» لا أدري هل حسب مهندس هذه القاعة كل الحسابات أم جاء مهندس وبنى وجاء آخر ووضع الكراسي وجاء آخر للإضاءة وثالث للكهرباء لا أصدق أن هذه القاعة قام على إنشائها متخصصون.. لا وضع الباب ولا المقاعد ولا الممرات تصلح لتسمى هذه قاعة. يللا نتحرك شوية.. والقاعة بهذه المواصفات المتواضعة احتل مظفو الحج والعمرة ومسؤولو الوزارة أكثر من نصفها، لماذا يأتي هؤلاء لمؤتمر صحفي وما دورهم في ذلك أم هم مع الوزير إن قام قاموا وإن جلس جلسوا هل هم ديكور أم الأعراف غير المراجعة تقضي بحضور الموظفين مع وزيرهم لمثل هذه المؤتمرات. بدأ الوزير الكباشي بمحاضرة طويلة جداً جلها معروف سلفًا وأطال واستعرض بعض تجارب الآخرين في الحج والعمرة وضرب بالتجربة الماليزية مثلاً.. سبحان الله!! ليته لم يفعل، لهذه التجربة سافرت وفود عشرينية لثلاث سنوات متتالية ولم تر ولن ترى النور إذ الأهداف المتواضعة هي هم الكثيرين من السفر وبدلاته وليس نقل التجارب الناجحة التي تأتي بالثقة في القائمين بأمرها، أولاً وجدّهم في تقديم شيء فوق أشخاصهم ثابت ومستمر استمرارية الحياة وليس رزق اليوم باليوم، وكلما جاء مسؤول هدم ما وجد وتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامى. التجربة الماليزية السياسيون لا يحجون مجانًا ولا الصحفيون ولا يكون ثلث الحجيج حاجًا على حساب الآخرين حيث يدفع الفقير للغني ليحج من ماله.. التجربة الماليزية راسخة بالسنين وأهلها غير مستعجلين ولم تبنَ على أشخاص إن هموا ذهبوا ذهبت. كرر كثيرًا موسمية عمل هيئة الحج والعمرة وكلنا نعلم أنها غير موسمية ولها جيش جرار على ضفتي البحر الأحمر في جدة والخرطوم طول السنة يقتات من رسوم الحجيج وأوقافهم. ثانيًا: لا أعتقد أن المؤتمر الصحفي يحتاج إلى كل هذه المحاضرة الطويلة وأعتقد في مثل حالة الوزير هذه أن يكون معظم الوقت للصحفيين وأن يقدم الوزير ضوابطه التي يريد طرحها لعمرة 1432هـ والأسئلة هي التي توضح التفاصيل. شاهدت كثيرًا من المؤتمرات الصحفية في القنوات يكون صاحب المؤتمر على منصة وبعد مقدمة قصيرة جدًا عن الموضوع يشرع في توزيع الأسئلة ويجيب عنها واحدة واحدة أو على دفعات وينفض السامر.. وبهذا يكون صاحب المؤتمر قد عرض ما عنده في وقت وجيز والصحفيون سألوا عمّا يريدون معرفة تفاصيله ويوفر كلٌّ من عمره وقتا ليس رخيصاً. سادتي حياتنا جلها بدون توصيف والكلام يأخذ حيزاً كبيرا على حساب الإنتاج.. أتمنى أن أحضر مؤتمرًا صحفيًا يدلف للموضوع مباشرة ويحترم وقت الطرفين. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق