الثلاثاء، 8 فبراير 2011

مباراة تنمية بين الدولتين السودانيتين




غداً يوم جديد على السودانين الشمالي والجنوبي، ودون بكاء على الماضي يجب أن يحدِّد كل طرف خطة واضحة لبناء دولته.. وبناء الدولة يعتمد بعد الله على رجال ذوي همة لا يعملون لأشخاصهم ولا أحزابهم وما أضاع البلاد إلا أنانية الأفراد والأحزاب، كثيرون دموا أنفسهم على الحزب وقدموا الحزب على الوطن وسيلعنهم اللاعنون.
نريد الخطو إلى الأمام حتى يوقع كل طرف الحجة على الآخر بأنه كان سبب تخلفه ويوم افترقا لم تعد هناك حجة وها هما الشمال والجنوب يتباريان في بناء دولة عصرية تديرها المؤسسات وليس الأشخاص وما الشخص إلا قطعة من قطع الشطرنج يدفع به إلى حيث يصلح وليس حيث يسكت ويعيش أخرس عن قول الحق.
نريد دولةً المواطن عمادها، وكلٌّ مسخر لخدمة المواطن، صحته وتعليمه وطرق مواصلاته وزراعته وصناعته وبعد أن ترتقي كل هذه الخدمات ويكون لكل مواطن مسكن ومقعد دراسة ومصحة وطريق آمن يمر فيه وزراعة تغنيه ذل المسألة وتبعده عن البحث عن الرضاعة من ثدي الخزينة العامة الملتهب.. وصناعة لا تثقلها فواتير الكهرباء ولا الضرائب ولا النفايات والجبابات.. وطرق شرطة المرور فيها همها السلامة وليس تقطيع الإيصالات وجمع المليارات لتوزع قبل أن تدخل وزارة المالية.
نريد دولة منتجة بحق وليس بالتقارير الكاذبة، دولة منتجين وليس دولة موظفين.. كنا نتحدث عن يوم تكون فيه الوظيفة في الدولة عيباً لما بين أيدينا من وسائل إنتاج مجزٍ العائد من زراعة وصناعة وصناعات تحويلية.. لكن الذي صار أن الوظيفة تهون أمام اللهث وراء المناصب السياسية في تردٍ واضح وصارت السياسة جاذبة لأن عائدها غير منصوص عليه بقانون وهو للخم من الموارد أقرب، وصار كل الشعب يعمل ليصرف على السياسيين.
لتعلن الدولتان ومن غدٍ نهاية لعب العيال والكلام الكثير والمؤامرات وحزبي وحزبك وباقاني وباقانك ونافعي ونافعك، الوطن أكبر من كل الأشخاص والأغلبية عاقلة ويجب أن نبني الوطن وما أسهل بناء شقي السودان لو أتيح المجال لعقلاء، الدنيا ليست همهم ولا الحزب.
كيف تستورد بلاد السودان بشقيها مأكلها ومشربها؟ إن لم يكن هذا الفشل عينه فما الفشل؟ آخر ما عندي من معلومات عن مبلغ استيراد منتجات الألبان لسنة 2008 كان 212 مليون دولار.. تخيل وجلها من هولندا التي هي اصغر من أصغر ولاية في السودان.
لتنص دساتير الشقين وتبنى على ما ينفع الناس وليس تكريسًا لزعامة فرد أو حزب أو قبيلة، دعونا نحكي لأولادنا معنى «وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» (آل عمران» «:140».
فليتكامل الطرفان ولتعبَّد الطرق بينهما فما يربط أكثر من الذي يفرق وليقضِ الشماليون الإجازات في مريدي وجوبا سائحين وليقضِ الجنوبيون الأيام في الشمال شوقًا لشمس لافحة ونهار غير ممطر.. فليزرع كل طرف ما يكفي حاجته وحاجة جاره ذرة الشمال للطرفين وشاي الجنوب للطرفين.
أما إذا ما صار العكس وزرع كل طرف مكائده ووضع ألغامه في طريق الآخر فلا حول ولا قوة إلا بالله!.

ليست هناك تعليقات: