كل معلومات الطفولة عن الصمغ واستخداماته، أن (المشاطات) يستخدمنه عند (المشاط) ليثبت به الشعر. ترجمة: (المشاطة هي التي تقوم بتضفير شعر النساء ضفائر.. يعني بتاعة كوافير بلغة هذا الزمان). واستخدام آخر في مواد البناء، حيث يخلط مع الرمل ليثبته على الجدران في وقت كان الاسمنت فيه حق الحكومة فقط. واستخدام ثالث يضع في (الدواية) باعتباره واحداة من أهم أدوات صناعة الأحبار مع السناج (السكن) ويسمى المخرج عماراً. ( لمن أكتبلك وداعاً قلبي ينزف في الدواية) قضينا يوم الأربعاء الماضي 9/2/2011م في يوم صمغي برفقة مجلس الصمغ العربي، فالرحلة إلى ولاية سنار كانت كلها حديثاً عن الصمغ، فما أن تلتفت إلا وتسمع جديداً عن الصمغ، فوائده الغذائية والدوائية. وما أمر د. عصام صديق والصمغ ببعيد، هذا الرجل الذي جعل رسالته الثانية بعد (البكور) هي أن يكشف كل مستور عن الصمغ، ولا يخالطه أدنى شك بأن المنَّ المذكور في القرآن هو الصمغ، وعصام اتبع القول بالعمل، وأنشأ مصنعاً للصمغ وأخرج منه علباً في غاية الزهو توضع في الصيدليات جنباً إلى جنب مع أشهر شركات الدواء اهتماماً بالتعليب. وزاد على ذلك اتصالات خارجية ومؤتمرات عديدة وأوراقاً علمية وبحوثاً ليثبت فوائد الصمغ العربي ويستخرج أسراره، ويثبت أيضاً أن أمريكا يوم فرضت عقوباتها على السودان استثنت الصمغ العربي الذي لا تستطيع الاستغناء عنه. وفي رحلتنا تلك مع د. تاج السر مصطفى رئيس مجلس الصمغ ود. عبد الماجد عبد القادر أمين مجلس الصمغ والوفد الكبير حساً ومعنىً، علمنا أن الطلب على الصمغ في تزايد، وجهات كثيرة علمت ألا بديل للصمغ غير الصمغ وتريد الصمغ . وفي هذا العام ارتفع سعر القنطار من (100) جنيه إلى (250) جنيهاً، وهذه تزيد دخل المنتجين (يصعب أن تقول مزارعي الصمغ كما القطن، وهذا موضوع آخر). ماذا قدم مجلس الصمغ للمنتجين؟ وماذا يريدون منه؟ بدأ في تقديم الإرشاد وتشجيع المنتجين بعدة طرق، منها أنهم فقراء ويحتاجون إلى تمويل متواضع يكفيهم زاد أيام العمل، مجرد أكل وماء ليقوموا بعمليات (الطق) والجني، وجني الصمغ أكثر إيلاما من جني القطن، لأن أشجاره شوكها حاد ومؤلم، لذا أعانهم مجلس الصمغ بشنطة فيها بعض المعينات من فأس و (بوت) يقي الرجلين، وفي الطريق وسائل وملابس تتناسب والمهنة. وتحدث د. تاج السر طويلاً عن الصمغ وإقبال العالم عليه، وركز على أن كل همه هو استقرار الإنتاج واستقرار الأسعار. وبشَّر المنتجين بأنهم إذا ما أثبتوا جديتهم في توفير الصمغ باستمرار وكلما كان نظيفاً كان العائد أكبر، فهذا ليس لولاية سنار وحدها، ولكن لكل مكان فيه صمغ، وطبعاً ناس شمال كردفان رواد في ذلك.. أليس كذلك يا باشمهندس كباشي النور؟ إبداع الشباب لا ينتهي، فمهندس تخرج في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا اسمه خالد فاروق، اخترع آلة لجني الصمغ في غاية البساطة والأهمية، والمؤسف أنها حتى الآن لم تجد جهة تنتجها بشكل تجاري.. «م» خالد فاروق، لو كنت مغنياً أو لاعباً لتهافتوا عليك ليلاً ونهاراً. لك الله يا بلدي. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق