ليس هذا من أخبار الأرشيف التي تقرأ تحتها صحيفة الصحافة 1967 ولكنه خبر طازج في صدر هذه الصحيفة ليوم أمس ومعه أن وزارة الرعاية الاجتماعية للدكتورة مريم الصادق ووزارتين أخريين لآل المهدي.. طبعًا أمر وزارة مريم لا جديد فيه حيث إن الوزارة الآن لأميرة الفاضل من المعيلق وناس أم درمان أحق بالوزارات من أهل العوض، أو هذه عقلية من يحكمون على مر الدهور. «امسح السبورة يا ولد» ماذا ننتظر؟ وهذه الدوامة إلى متى؟ أتمنى أن تبحث الإنقاذ عن عقار يعيد الأعمار عشرين سنة وتعطي منه السيد الصادق جرعة لتعيدنا حيث أنقذت. لم يكن الأمر غريبًا جدًا لو أعطيت رئاسة الوزراء لعبد الرحمن الصادق ولكن أن تعطى لسيد صادق نفسه فهذا دليل عقم سياسي من المؤتمر الوطني وحزب الأمة جناح الصادق ويعني أن كل هذا الزمان لم يغير في عقليتي الحزبين وأن هذه الأسماء لن ينقذ الله منها شعب السودان إلا بالموت.. ولا أظن أن المؤتمر الوطني أفضل حالاً من الأحزاب التي يحاورها حيث لم نشهد تغيرًا في الوجوه عشرات السنين وتبقى المسألة فرقًا في عدد السنين ليس إلا زادت أو نقصت لا يهم ولكن العقلية واحدة. يبدو أن لهذه الكراسي حلاوة «وما حال مبارك ببعيد شاهدًا على حلاوتها ولو صاحت الملايين ارحل ، ارحل».. لم تبن لنا هذه الأحزاب دولة حتى اليوم وإن بنت الكباري والطرق وبعضًا من مدارس وبعضًا من كهرباء.. لكن بناء الدولة لم يحدث بعد.. دساتيرنا بالهبل كل سنة أو سنتين دستور انتقالي أو مؤقت وكلها تستحي من النص على مدة الولاية، وعندما تستحي تترك الماضي وتبدأ من جديد. «اقترحت على اتحاد المزارعين مرة أن ينص ألا يشترك العضو أكثر من دورتين فقال لي أكبرهم عمرًا رحمه الله من هنا ولي قدام.. أي يريد دورتين بعد ذلك المقترح علاوة على العشرين الماضية». وهكذا في كل دساتيرنا من هنا ولي قدام. بالله كم مقدار الإحباط الذي سيصيب هذا الشعب من الحكومة العريضة التي بدأت ملامحها برئاسة السيد الصادق؟ كنت أخاف من عرض الحكومة أن يزيد عدد وزرائها على 79 وزيرًا ولكن يبدو أنها ستكون عريضة بطرق جديدة. يا سادتي حكم الصادق هذه البلاد ثلاث مرات قبل اليوم ويومها كان تعداد هذا الشعب 20 مليونًا وبها جامعتان او ثلاث، اليوم الشعب «قبل يوليو» 40 مليونًا والجامعات فوق الأربعين وبرضو عايز يبقى رئيس وزراء. طيب رحم الله أحمد الميرغني، من سيكون رئيس مجلس سيادة خلفًا له؟ أعطونا الخبر بالجملة وليس بالقطاعي ام تخافون على الشعب من الانهيار وامتلاء أقسام الحوادث بالمنهارين من الجلطات وكوما السكري؟ إلى متى نضيع وقت هذا الشعب الغالي في الموازنات والأسماء.. متى يبدأ بناء دولة تستحق الاحترام ليس للأسماء فيها حظوة والكل مواطن له حقوق وعليه واجبات؟ سيد أحمد الحاردلو أعرني العنوان للمرة الثالثة «... أبوكي بلد». |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق