يبدو لي ان الاقتصاد من أكثر العلوم استباحةً، حيث يمكن ان يدلي كل من يمشي على قدمين براي اقتصادي او فعل اقتصادي، علم أم لم يعلم. ومؤشرات الاقتصاد التي تصفه بالاقتصاد الزاهر او الاقتصاد الكاسد نتركها للمتخصصين، وأريد ان خوض خوض غير متخصص لا نتزع نصيبي من علم الاقتصاد المستباح.
لفتت نظري عدة مؤشرات ليست في صالح الاقتصاد الحميد
اولاً:عندما يكون الشريط اللاصق الذي تلحم به أوراق النقود الممزقة، وهو شفاف ورفيع جداً لدرجة ان هناك من يعتقد ان هذه وظيفته الوحيدة، عندما تكون قيمة ورقة النقود أقل من الشريط اللاصق ويتركها صاحبها بلا لصق هذا مؤشر لتدني قيمة العملة. (احسب انه لم يجد مكانه في محاضرات أساتذة الاقتصاد).
ثانياً: كثرة وانتشار ماكينات عد النقود، هذه الماكينات ما كنا نراها الا في البنوك ،اليوم صارت في كثير من المؤسسات الخدمية، مستشفيات، جامعات، أسواق مما يدل على ان المبالغ التي تقدم كبيرة جداً ليس للمتحصل وقت ليحسبها يدوياً.
ثالثاً: شكوى وكلاء محطات الوقود، كما ورد في الاخبار في الأسبوع الماضي، حيث شكو من قلة الطلب على الوقود جازولين وبنزين.ولعمري ان قلة الطلب على البنزين مؤشر جيد ،الى حد ما، اما قلة الطلب على الجازولين مؤشر لخروج قطاع النقل من الخدمة وهذا انعكس سلباً على قطاعات أخرى الزراعة مثلاً والشكوى من التسويق رهيبة ، كثير من المحاصيل تلفت في مكانها. ووقف صادر الموز والمانجو او المنقة او تضاءل، والشاحنات او البرادات التي تحمل صادر الفواكه اضرها ارتفاع الجازولين وتوقفت عن الصادر. (كتمت عليكم فرحي بتوقف وارد التفاح والعنب).
رابعاً: نقص مريع في المساحات المروعة هذه العروة ومن أكبر مسبباتها ارتفاع تكاليف التحضير والاسمدة وتوقف التمويل من البنك الزراعي، اصلاً البنوك الأخرى لا تمول الأشياء المهمة وليست للعامة. نقص المساحات المزروعة للأسباب أعلاه ونزيد عليها ضعف التسويق وانخفاض أسعار المحاصيل الزراعية وأيضا هذا سببه ارتفاع الجازولين.
خامساً: كثرة أصحاب الحاجات في المساجد، عقب كل صلاة تقريباً يقوم من يشكو حاله ويطلب العون من المصلين، لعلاج او لسفر او لفقر وضيق معيشة. ( صراحة يصعب ان تساوي هؤلاء بمن يقفون في إشارات المرور في شوارع العاصمة).
سادساً: رفع رسوم الجمارك والذي تعتبره وزارة المالية حلاً، إن عواقبه قلة الواردات وتدني العائد من الجمارك واذا استمرت هذه المعادلة كلما نقصت الإيرادات زادوا الجمارك.(ستصبح يوما جمارك قلم الحبر مليون جنيه).
المؤشر السابع والأخير: ضعف بنية الشباب وكأنهم من شرق اسيا. ما عادوا يأكلون ثلاث وجبات وفيما يأكلون تنقصه كثير من عناصر الغذاء. كان الله في عونهم.
كل هذه المؤشرات الا تستحق الوقوف وأخص إعادة النظر في أسعار الجازولين من متخصصين يخرجون لنا بجازولين مدعوم يصب في أماكن الإنتاج غير قابل للتهريب ولا وقوداً للسيارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق