الأحد، 15 يناير 2023

خطاب مفتوح لوزير الخارجية السيد وزير الخارجية


السلام عليكم. (لابد من السلام)

سيادة الوزير لا أريد أن أسألك عن السفراء الأجانب الذين استباحوا بلادنا، يقابلون السياسيين، ونظار القبائل، وبائعات الشاي، والطالبات الناجحات، لا أريد أن أسألك عن أي عرف دبلوماسي فعلوا به ذلك.

كما لا أريد أن أسالك عن علاقاتنا الخارجية مع أمريكا، وماذا قدمت بعد كل انبطاحات وتبني قضايا لم يكن السودان طرفاً فيها مؤيد ذلك بحكم محكمة، ولا أريد أن أسال عن هل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟ ولا أريد أن أسألك كيف تكون لنا علاقات دبلوماسية مع روسيا وأمريكا والصين في نفس الوقت؟. كما لا أريد أن أسألك عن التطبيع مع إسرائيل.

لا أريد أن أسالك عن مرتبات وزارتكم التي كانت في عهد الوزير إبراهيم غندور سبعة ملايين من الدولارات شهرياً. كم هي الآن؟ ليس مهما عندي. وماذا تقدم الوزارة من خدمة مباشرة أو غير مباشرة للمواطن السوداني داخلياً وخارجياً؟.

كل مشكلتي معك اليوم هي تجديد جوازات السودانيين بالخارج ربما لكثرة مشغوليتكم وأسفاركم لا ترون لهذا الأمر أهمية، أو لم تقفوا عليه يوماً، أنا لا أعرف تقسيمات الوزارة الإدارية الداخلية، لكن أجزم أن الإدارة التي من مهامها تجديد جوازات السودانيين بالخارج فيها خلل إداري كبير، ودليلي على ذلك وصلتني بعض المكاتبات بعد أن كتبت يوماً مادحاً تجديد الجواز الإلكتروني، كان ذلك في يونيو الماضي.

تلقيت رسائل من بعض طلابنا بالصين يشكون مر الشكوى مما سببهم لهم تأخر تجديد جوازاتهم، وكيف أن بعضهم قد يفقد المنح الدراسية بسبب عدم تجديد الجواز، وأشاروا إلى أن السفر من و إلى الصين بعد الكورونا 19 صار باهظاً جداً والتذكرة فوق المليار، وطرقت على هذا الموضوع بعد أن صاروا يسألونني كل مرة، وأرد عليهم بما تلقيت من معلومات أن الوفد الموكلة له هذه المهمة جاهز، وهو من ثلاث جهات وزارة الداخلية، وقد علمت أنها حددت مندوبيها وسلمتهم لوزارة الخارجية، بقي وزارتان المالية، ووزارتكم يا سيادة الوزير.

إن هؤلاء المواطنين في الصين وغيرها خارج السودان يتعاملون مع دول متقدمة لا تعرف التسويف والأعذار الفارغة، نظمهم لا تعرف إلا الجواز المجدد، وكثير من دول العالم تقوم بتجديد جوازات مواطنيها بكل يسر، يقول محدثي من الصين: “شمتم علينا الجيران طلاب الجارة الشقيقة تشاد، لا يكلفهم تجديد الجواز كبير همٍّ، وصاروا يضحكون على طلابنا”.

لماذا يستجدي المواطن الحكومة أو الوزارة حقه؟ وهي خدمة برسوم أضعاف ما يدفع بالداخل، لماذا التسويف والتأخير والتخلف في مواكبة العالم وفضحنا على نطاق الدول؟

السيد وزير الخارجية أطلب منك طلباً نيابة عن طلابنا في الصين وغيرهم في بلدان أخرى ، أن تعطي الأمر ساعة من وقتك الغالي، لتعرف كيف يتأخر وفد مكون منذ عدة شهور ولا يسافر إلى الآن، من يقف في طريقه؟ هل هو المال؟ لا أظن لأنه بحساب الربح والخسارة هذا الوفد سيجلب مئات أضعاف ما يُصرف عليه.

هل أقسمت بعض الجهات على أن يكون السودان الطيش في كل شيء؟

ليست هناك تعليقات: