بين يدي رسالة بلا أسء يعترف فيها أحد
السياسيين بندامة عما فعلوه في حق الوطن في سبعينات القرن الماضي أيام حكم النميري.
يقول يوم ظهر النميري في برنامجه الشهري الذي كان يسمى لقاء المكاشفة والمصارحة
الذي كان يطرح فيه الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري قضايا الساعة واقوال الشارع
ويجيب على الرسائل التي تصله بكل وضوح. (اتفقنا او اختلفنا على ذلك الأسلوب الإعلامي،
ولكنه حظي بمشاهدة واسعة في زمن لم يكن الاعلام متوسعاً ومبذولاً للعامة كما هو
الان).
يقول السياسي المعترف بخيانته للوطن، النادم
عليها، ظهر النميري في البرنامج يحمل زجاجة مليئة بخام البترول السوداني مبشرا
باستخراج البترول ، فما كان منا في الجبهة الوطنية (كانت تضم حزب الأمة والحزب
الاتحادي والاخوان المسلمون) الا ان
اتفقنا على ان استخراج البترول سيطيل عمر نظام جعفر نميري او قل ثورة مايو ان شئت،
ولابد من إيقاف استخراج البترول. يقول دعونا الجنوبيين لاجتماع في لندن وقلنا لهم
ان اغلب هذا البترول الذي سيستخرج في جنوب السودان او قريب منه وان الحكومة ستسرق
بترولكم ولن تعطيكم منه شيئا. ولا بد من
ان تمنعوا استخراجه جاء رد الجنوبيين ان لا حيلة لهم ولا سلاح قالوا لهم بسيطة ما
على جون قرنق الا ان يقول امام القذافي انه مؤمن بالكتاب الاخضر (واصلا العلاقة
بين نميري والقذافي في ذلك الزمان زي السودان حتى لا نظلم الزفت الذي صار غالياً).
وقد كان. مول القذافي باتفاق مع اثيوبيا أن عليها تجهيز المعسكرات وانساب السلاح
من روسيا واشتعلت الحرب في الثمانينات. والجميل كان اتفاقهم ان يجلسوا مع جون قرتق
بعد سقوط النميري ليجدوا حلا سياسيا لمشكلة الجنوب. ولكن قرن خان الخونة ولم يجلس
معهم بل سماهم مايو تو. ;من
يحصي خسائر الوطن من حرب الاحاب وقرنق هذه؟
بعد
سقوط الانقاذ اطل اليسار بكل احزابه وجاءوا من كل غرب لئيم ليعترفوا انهم من طلبوا
من أمريكا ودول الغرب فرض العقوبات على السودان، ومن أشهر المعترفين بذلك عمر قمر
الدين ومصِّر على عدم الاعتذار للشعب السوداني. وكانوا متعطشين ليس للبناء واكمال
ما نقص بل للانتقام من الخصوم وبعجلة شديدة ومنهم من كان مستعجلاً على هدم الاخلاق
والدين أكثر من ابليس. ايضاً من يحصي خسائر الوطن من المقاطعة الامريكية.
من المثالين أعلاه نكتشف سوء السياسيين
من اليمين واليسار وما بينهما، الكل جاهز لخيانة الوطن والاستقواء بالأجنبي لتحقيق
أهدافه الخاصة قبل اهداف الحزب، هذا ان كان لأحزابهم أخلاق واهداف، ماذا يدفعون للأجنبي
الذي اوصلهم الى مبتغاهم؟ هل فعل ذلك لله وبلا مقابل؟
أضاع
السياسيون من عمر السودان الكثير وليس فيهم مهاتير محمد ولا رجب طيب اردوغان ولا
ماو تسي تونق (دي للشيوعيين حتى لا نتهم بعدم الوقوف على مسافة واحدة من
السياسيين) ليس هناك مشروع ولا فكرة جوهرية مفيدة للشعب كله، حتى الان.
حواء
السودان والده. اللهم ولي على الأمر رجالاً يحققوا اماني هذا الشعب ويعوضوه ظلم
أبنائه السياسيين الخونة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق