الاثنين، 9 أبريل 2012

كشف تنقلات ولاة الولايات

كان في سابق العصر من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي سودان واحد وإذاعة واحدة ووزارة تربية وتعليم واحدة. كانت هذه الوزارة تجري تنقلات المدرسين سنوياً من مكان لآخر وذلك بعدة دوافع كشرط من شروط الترقية في السلم الوظيفي، وثانياً لعدالة التوزيع حيث لا تشكو مدرسة من نقص مدرس في مادة.  كشف التنقلات هذا ليس له طريقة إبلاغ إلا الإذاعة ويومها تجد الناس كلهم يسمعون لهذا الكشف فلان بن فلان من دنقلا إلى نيالا وفلان من مدني إلى الخرطوم وآخر من جوبا إلى كسلا وهلم جرا.
ليس كشف التنقلات وحده، أيضاً كانت نتائج الامتحانات تذاع بالراديو وتنقلات موظفين كثر ولكن أشهرها والذي يجد اهتماماً من الناس هو كشف تنقلات المدرسين. وصداه لدى الكبار والصغار من طالب فرح بنقل المدرس الذي ما كان يطيقه وما أكثر الصنفين وليس ذلك لقلة تدريب المعلمين ولكن فطرة بشرية أن يكره الناس ويحبون بسبب وبغير سبب.
كل هذا لييييييه مش علشان نعرف قيمة الجنيه ولكن.
نقرأ في الصحف يومياً شكوى مواطن أو مواطنين من والي ولايتهم حيث الإجماع على شخص لم يتحقق حتى لأفضل البشر والذي كان خلقه القرآن فكيف يتحقق لوالٍ ميزانيته لا تكفي مخصصات دستوريه؟ ولا يستطيع أن يأتي بحق ولايته من المركز.
وبما أن «على طريقة الرياضيات» أن ليس للحكومة سلطة على المدرسين لتنقلهم من مكان لمكان خارج ولاياتهم، فهذه زمانها ولى، وكشوفات تنقلات الأجهزة مثل الشرطة والأمن والجيش لا تهم المواطن كثيرًا ولا يعرف عنها كثير شيء وهي داخلية جداً.
بعد أن قرأت مقالاً لأستاذ جامعي ينتقد واليه نقداً حاداً وكأني به يريد أن يقول له ما خربته أكثر من الذي حسنته بهذه الولاية لا تنمية أحدثت وذهبت إلى نسيجها الاجتماعي واقتطعت من الوحدات الإدارية من محلية لمحلية مما أحدث غبناً سينفجر يوماً وبالاً.
خطرت لي تلك النكتة حين سأل الإمام المصلين عن علاقتهم بزوجاتهم ووقفوا جميعاً ممتعضين من علاقتهم بهن إلا واحداً فأثنى عليه الإمام ما شاء الله يا فلان أنت أسعدنا. فرد يا شيخ ضاربني في مخروقتي بعكاز حماني أقوم.
بما أن كثير من السودانيين يتوقون لتغيير ولاتهم «ربما استثني والياً واحداً  أو اثنين أقول ربما» وبما أن حكاية والٍ منتخب من شعبه لم تصمد طويلاً وذاب كفص الملح مرة  ويمكن أن تذوب مرات أخرى. وبما أن كل ولاة الولايات موظفون عند الحكومة أو المؤتمر الوطني يحققون له ما يريد ولا يرد له طلب. ماذا لو أجرى المؤتمر الوطني كشف تنقلات الولاة بعد أن بدأت له خبرات الولاة وهواياتهم وماذا يجيدون. على سبيل المثال هناك ولاة لا يجيدون إلا الجهاد ولا حديث لهم إلا الجهاد حتى في أعلى الجلسات المفصلية، مثل هؤلاء محلهم مناطق التماس شمال كردفان «خطأ مقصود تأسياً بمساعد رئيس الجمهورية» أو النيل الأزرق «يكفي خطأ واحد» وآخر لا يجيد الإدارة وزاهد في المخصصات والذي منه ولكنه مغرم بالزراعة وغيور على مواطنيه ويناكف المركز وهذا مكانه ولاية الجزيرة أو يبقى في مكانه مع مده بإداريين أقوياء. ألا يكفي هذان المثالان؟؟
متى نرى هذ الكشف، ما أعجزهم!!!!

التعليقات  

 
# 2012-03-31 09:29
عايزين ايلا في الجزيرة

ليست هناك تعليقات: