الثلاثاء، 17 أبريل 2012

كلهم صقور ...رياك مشار

نستأذن القراء في ممارسة الكتابة في السياسة وأعدهم بأن نعود لهمومهم ونترك السياسة لأهلها والكورة لأهلها. هل سمحتم؟؟؟
كنا نحسن الظن أن في كلتا الدولتين صقور وحمائم وأجمع الرأي العام على أن الصقور في دولة جنوب السودان يقودهم باقان أموم. واليوم الوحيد الذي مثل فيه دور الحمامة زيارته التمويهية الأخيرة للخرطوم وعشاء جمال الوالي.. ويكاد الرأي العام يجمع أنه إذا كان من عقلاء يمكن التفاهم معهم واحترام آرائهم سيكون طليعة هؤلاء الدكتور رياك مشار لموقفه السابق في اتفاقية الخرطوم في «1997»م مع الدكتور لام أكول وآخرين. والمشهود له بالذكاء وسعة الأفق وماسك لسانه تماماً كعادة العلماء بعيدًا عن التهاتر والاستفزاز.
غير أن قيادة رياك مشار للقوات التي احتلت هجليج وتوعده باحتلال أبيي وعبارات سلفا جعلت قائمة الحمائم خالية تماماً ويمكن لكل مراقب أن يقول كلهم صقور. صراحة وفّر قادة الحركة الشعبية التي تحكم جنوب السودان على الدبلوماسية السودانية وقتًا كثيرًا يجب أن يُستغل في ما ينفع الناس. لا معنى للتفاوض مع الغدر المتكرر يجب أن توقف كل المفاوضات ولسنة أو سنتين على الأقل لتنصرف الحركة الشعبية لمشكلاتها التي تهرب منها بالاحتكاك مع السودان وهذا هو البند الوحيد الذي ستعينها عليه الجهات الخارجية أما البناء وتعمير الدولة الوليدة فيصعب الترويج له خارجياً.
مع من التفاوض؟ إذا كان أعقلهم في ما نرى ونسمع قاد القوات بنفسه ليربط شريان السودان النفطي. بالمناسبة كم عمر النفط في السودان عشر سنوات؟ لماذا لا نلتفت لغيره كما كنا في السابق ونبحث عن خيرات بلادنا الأخرى، كل خروف حمري هو برميل نفط لا يحتاج كل هذه اللعنات البترولية التي توالت على البلاد.
ليقف التفاوض طويلاً حتى يعرف كل فريق من الذي يحتاج الآخر أكثر. ولنراهن على أخلاقنا لا أخلاقهم نحترم الجنوبيين الموجودين بالداخل، فتأخرهم حتى الآن يدل على عدم قناعتهم بما يجري هناك في دولة الجنوب فليبقوا معنا كما بقي إخوة لنا من إريتريا وإثيوبيا وتشاد سنين طويلة كأجانب محترمين. ويجب أن لا يسمعوا منا إلا كل كلمة طيبة ليغادروا متى ما أرادوا، هذا إذا نظفوا صفوفهم من أي طابور خامس، ولم يبادلوا الاحترام إلا بالاحترام الزائد.
غير أن الذي يجب أن يقال بالصوت العالي للمؤتمر الوطني إن وقفة الشعب في هذا الظرف هي دليل أصالته وترفُّعه عن الصغائر لقد وقف الشعب كله مع الجيش واستنكرت حتى الأحزاب المعارضة الهجوم.. والكل جاهز لتجاوز الصغائر الآن ولكن يجب على المؤتمر الوطني أن يحترم هذا الشعب ويترك متاع الدنيا الذي انغمس فيه بعضهم. ويبدأوا في حكم راشد، كفى خداعًا للنفس. ما بين أيدينا ليس حكمًا راشداً.   
سؤال أخير ما هو الدرس الذي قدمه رياك مشار لنظرائه؟

ليست هناك تعليقات: