الاثنين، 9 أبريل 2012

ثورة الوزير مأمون حميدة

لثلاثاء, 03 نيسان/أبريل 2012  
 
امتلأت صفحات الصحف ولاكت ألسنة الناس عامتهم وخاصتهم خطوات البروفيسور مأمون حميدة وزير صحة ولاية الخرطوم المتسارعة لتغيير واقع صحة ولاية الخرطوم. وهي بالطبع صحة معظم السودان، إذ كل الخدمات في السودان موزعة كما تتوزع الكتلة النقدية التي أكثر من «70 %» منها في ولاية الخرطوم «أو ربما في الخرطوم المدينة فقط حتى نخرج كرور والوزير دقس وزقلونا».
 لا يشك أحد في علم الرجل وسعة أفقه.. غير أن الواقع قد يكون أقل من طموحاته وطموحات الكثيرين وتجارب إصلاح كثيرة أو ثورات إصلاح كثيرة أفقدت الناس ما بين أيديهم من مشروعات «هسة في زول قال مشروع الجزيرة» ولم توصلهم لهدف التجديد.. الحال الاقتصادي متذبذب جداً «هذه لرفع المعنويات ولكن الصحيح كلمة أخرى» والواقع السياسي يقول إن السياسيين يستعجلون النتائج ويخافون النقد وليس لهم جَلد، وكل يريد أن يحصد ما زرع وبأسرع فرصة ليقول هأنذا.. ولعمري نحن في دولة غير مستقرة وحكوماتها متغيرة وكل تغيير يأتي برجال يريدون أن ينسفوا كل ما وجدوا ليبدأوا من الصفر ولذا كثير من واقعنا يتحرك بين الصفر والواحد.
ادخلوا أي وزارة وانظروا قائمة الذين تعاقبوا عليها في السنوات العشرين الأخيرة طبعاً استثني وزارة الدفاع. فقبل أن يكمل أحدهم ما برأسه من أفكار وهذه العلة الكبرى كل يأتي بأفكاره وليس هناك إستراتيجية «تاني» لا ربع قرنية ولا خمسية وربما ولا أسبوعية.
نعود لعالمنا مأمون حميدة بدلاً من توزيع المستشفيات وفض سامر «شارع الاسبتالية» ولتتحقق على المدى الطويل، ما رأيك في أن تبدأ بالإصلاحات الأقل مخاطرة وبعدها تتدرج.. مثلاً يعلم كثيرون أن هناك مجاملات لا حدود لها في الحقل الصحي مثل نظام العمل الذي اختل بحجة ضعف الرواتب مثلاً تجد الاختصاصي لا يعمل إلا ساعة أو ساعتين في اليوم وباقي اليوم موزع للكليات والعيادات الخاصة والمستوصفات الخاصة، كل ذلك بحجة ضعف الرواتب.. إذا ما أصلحت هذا الحال غير المقنع يكون هذا أكبر إنجاز.. وهذا لا يأتي إلا بهز الدولة من فوق إذ كيف يكون راتب المعتمد «12» ألف جنيه وراتب الاختصاصي أقل من ألفين جنيه؟!!!
خوفي وخوف الكثيرين من أن نفقد ما بين أيدينا من مستشفيات قديمة ولا نحصل على أخرى جديدة، لا وجود لها إلا في خيال البروف مأمون وبعد شهرين يغير والي الخرطوم حكومته أو يتحالف المؤتمر الوطني مع حركة جديدة أو حزب منسي تؤل إليه وزارة الصحة.
أبني عشرات المستشفيات والمراكز والمواصفات الحديثة وفي أي مكان ومتى ما كانت مقنعة سيتحول إليها الناس بمرور الزمن واستعجال النتائج غير المقرون بالدراسات الاجتماعية هو ما «يهير» الأفكار النيرة.. لا نتهمك كما يفعل آخرون ولا نسئ بك الظن فمثلك فوق كل ذلك ولكن «سيروا بسير أبطئكم».
هل يصدق البرفيسور الوزير أن إصلاح ومتابعة حكاوي مستشفى الخرطوم تحتاج وزيراً لحالها من جهاز جديد بملايين الجنيهات لم يجد مكانًا والمكاتب لا تخلى لصالح المرضى، جلوس الموظف في مكتبه أولى من الجهاز الجديد الذي يعالج بإذن الله آلاف الناس.
على رسلك يا مأمون

التعليقات  

 
# 2012-04-03 09:10
كل الذين دمروا البلاد جاؤا بحجة أنهم يريدون التطوير والتحديث والتجديد ،،، ثم قبل أن يبدأو التطوير يعملون معاولهم في القديم الذي يعمل ثم لا يأتون بالبديل، الذين قالوا أن الدكتور مأمون حميدة لا يصلح لهذه الوزارة بحجة أنه يستثمر في نفس المجال ولا يمكن أن يكون محايداً كلامهم صحيح والآن بدأ خطة تعظيم مؤسساته بتدمير المؤسسات العاملة دون إيجاد بديل لها ليضطر الناس للذهاب للمؤسسات الخاصة التي تخصصت فقط في تنظيف جيوب الناس التي هي أصلاً نظيفة، أوقفوا هذا التدمير قبل أن تندموا ... اللهم أصرف عنا المدمرون بما شئت كيف شئت.
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# 2012-04-03 10:35
استاذ احمد المصطفي لك التحية وبعد لقد تابعت باهتمام كبير الحلقات مع البروف مامون حميدة ووجدنا في طرح الرجل صدق وعلمية وتطور وهو لم يبدا العمل الفعلي ولم يقل انه سوف يشلع المستشفيات الحالية بل قال انه لن يحرك كرسي وكل مافي الموضوع انه يريد ان يوزع الخدمات بشكل متوازي في انحاء العاصمة ولكن تجد الناس خائفين من اشياء لم يتحدث حتى عنها وتأخذ كل كلامه بسوء ظن وسوء فهم وهو رجل معروف وقد تبرع براتيه كله وهو يمر على المستشفيات بنفسه ليلا فاي الوزراء يفعل ذلك بالاضافة لانه يفكر في علاج المريض البسيط والمريض الغني في حد السواء فهلا وقفنا معه ودعمناه حتى فترة زمنية معينة ولنقل عامان او ثلاث وبعدها نحكم على تجربته .
رد | رد مع اقتباس | اقتباس
 
 
# 2012-04-03 16:56
نحن بحاجة الى تخطيط طويل المدى .. بالتعاون مع وزارات صحة عالمية ومنظمات صحة دولية .. لوضع خطة استراتيجية بملامح سودانية بحيث انه بعد عشرين سنة يكون مستوى الخدمات متوازي في اطراف السودان والعاصمة ..
ان تغيرت الحكومة او تغيرت الاحزاب والوزراء تبقى الخطة زي ماهي واي جزء يتنفذ منها يجي الوزير البعدو يكمل
رد | رد مع اقتباس | اقتباس

ليست هناك تعليقات: