المدن كالأشخاص لا تعرفهم إلا إذا اقتربت منهم لا يكفي ان تسمع عنهم. عندما عزمت على السفر للمرة الأولى إلى مدينة الفاشر تطوع بعض الناصحين ومن نصائحهم أن لا أحمل معي شنطة بل زادوا ان لا تلبس ملابس نظيفة ولا تتحرك وحيداً داخل المدينة حتى لا تكون عرضة لقطاع الطريق والمتفلتين أمنياً.صراحة لم استطع تطبيق الوصية ولبست كالعادة وحملت بعض ملابس أخرى في شنطة صغيرة لأن زيارتي مدتها 24 ساعة فقط وتوكلت على الواحد الأحد.
بعد طيران ساعة ونصف حطت بنا الطائرة روسية الصنع في مطار الفاشر وأنا أنظر للمدينة من على الطائرة أعجبتني خضرتها مدينة خضراء ولا أقول مشجرة بل الأشجار تنمو في كل مكان.حطت بنا الطائرة على ارض المطار وحمدنا الله على السلامة وأول ما يلفت نظرك (حديد) اليونميد الذي يملأ جزء كبير من المطار وخارج المطار.( قبل ان نذهب للسياسة التي شوهت دارفور).
المدينة آمنة جداً ليس فيها الآن ما يخيف وتسهر مثلها مثل المدن الأخرى حتى الحادية عشرة مساء وأسواقها عامرة بكل ما في المدن الأخرى التي رايتها مدن الشمال والشرق.الذي زاد قلبي انشراحاً وداعة مواطنيها يسلمون عليك بترحاب وبشاشة وتفضل ،تفضل لا تفارق إذنك أبداً.في الأوقات التي خرجت فيها عن برنامج الزيارة كنت أحدث نفسي: هؤلاء القوم ما ذنبهم وهم بهذا النبل ورحابة الصدر ما ذنبهم حتى يتخذ منهم السياسيون وقود حرب.
صراحة رحابة صدورهم لا يدانيها إلا رحابة وسعة حيشانهم ،البيوت، الدوائر الحكومية كلها واسعة جداً.إن كان ما يعيب ولا بد من ملاحظات سالبة حتى نكون صادقين كثرة الدوائر الحكومية لافتة للنظر جداً.ولقصر الزيارة لم أقف على كثير من ما كنت امني النفس برؤيته.لفت نظري كثرة الصيدليات وتقاربها في شارع المستشفى عشرات الصيدليات وبعضها لا يفصل بينهما إلا جدار حتى شارع المستشفى في الخرطوم بين الصيدلية والأخرى 100 على الأقل وباللوائح ،هل لكل ولاية لوائحها الصيدلانية؟ أم في الأمر قانون اتحادي للجميع؟
(اليونميد) ينطبق عليها المثل ( جابوها فزعة بقت وجعة) بدلاً من أن تقوم بدورها الذي تدعيه رعاية المدنيين صارت حراستها هي نفسها تشغل الأجهزة الأمنية السودانية، لكن ماذا نقول في حكم القوي على الضعيف.سمعت أن عملية عودة من الحركات المسلحة شبه يوميه تجد عشرات يسلمون أنفسهم ومعداتهم عائدين من الميدان إلى رحابة المدينة وسلامها.
ما بقي لي إلا أن اشكر من كنت في ضيافتهم دون أن اسميهم فقد جعلوا بيننا وغربا الحبيب إلفة نسأل الله لها الدوام. عندما حكيت لبعض الأصدقاء من الذين عملوا في دارفور عن جمال الفاشر قالوا وماذا لو رأيت نيالا والجنينة وجبل مرة كلها أجمل من الفاشر.( ملعونة آلة الإعلامي الحديثة لا تكبر إلا النقاط السوداء).
في الختام من يوزن اللعبة ويبشر بخير؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق