الجمعة، 6 نوفمبر 2009

إبرة مجلس الوزراء صارت سيفاً

عندما يقدم مشروع قانون لمجلس الوزراء يدلي الوزراء بملاحظاتهم وتعليقاتهم،ويتبعون الطرق المعروفة في مثل هذه الحالات، بعدها يحال المشروع للبرلمان ليجيزه او يعدله أو يرفضه.(يطرشنا ،الأخيرة دي ما حصلت).
قدمت الشرطة قانونها لمجلس الوزراء وقدم الوزراء ملاحظاتهم وكان هناك من يدون هذه الملاحظات و ما يهمني منها أن هذه الملاحظات دونتها رئاسة الشرطة ووجهتها في خطاب لوحداتها بالتسلسل من الرئاسة للإدارات ثم الى الإدارات الفرعية ليعلموا رأي الحكومة فيهم ويعدلوا من أخطائهم.
قل لي بربك ماذا تريد أن تقول.
صبرك شوية.
هذه الملاحظات تدحرجت مثل كرة الجليد من توجيه صغير من وزير رائق المزاج في ذلك اليوم كَبُر الأمر إلى أن صار عذابا لخلق الله يوميا وهدد النسيج الاجتماعي وأحدث من العنت ما لم يتصوره الوزير رائق المزاج وصاحب الملاحظة.
باختصار كان من الملاحظات التي وردت – والتي سمح لنا الإطلاع عليها نذكر منها واحدة هي محور حديثنا اليوم – أن ركوب السيارات المكشوفة فيه خطورة على الركاب.( كده بس) تدحرجت هذه الملاحظة من إدارة الى إدارة وكل واحدة تصب عليها كوز إلى ان صارت يمنع منعا باتا الركوب في السيارات المكشوفة مثل البكاسي والدفارات . وهاك يا غرامات لكل من يحمل مريضا او جنازة او فقراء لا يملكون حق المواصلات.صاحب المزاج الرائق أصبح كالمتنبي يسهر خلق الله من جرائها ويختصم ، ولا يدري ماذا فعل بالمجتمع، طبعا صاحبنا له زمان من ركوب مواصلات أهله وقد يكون منها الدواب والكارو واللوري الذي حل بالدكتور عبد القادر سالم.يا سادتي ما من شك ان صندوق البوكس ليس مريحا ولا يلجا اليه من وجد أفضل منه وقد يكون هو أمنية كثيرين لا يجدون إلا الحمير وسيلة للمواصلات.
الان على طريق الخرطوم مدني، الذي اسلكه شبه يوميا، قلت الظاهرة بنسبة كبيرة لتوفر أنواع كثيرة من المواصلات المريحة ولا تستعمل السيارت المكشوفة الا في حالة الضرورة كحمل مريض على سرير او حالة ولادة او جنازة وفي حالات قليلة بعض الأقارب وفي حالات قليلة أيضاً فقراء ( يطلع علينا رائق يقول السودان ليس فيه فقراء) لا يملكون تكلفة الوسائل المريحة كل هذه الشرائح الان عرضة للصفارة الحادة ام الحاقدة وللايصالات الملونة.يا له من تعسف في غير موقعه.
مثل هذه العقوبات يجب ان لا تطبق الا بقانون وليس ملاحظة والفرق كبير اذ القانون يجلس له خبراء ويدرس من عدة نواحي وتدرس كل آثاره الموجبة والسالبة.اما ان تضع الملاحظة سيفا في يد رجال المرور ليفتكوا بالمجتمع فذاك ما يريد وقفة.( الفتك بالمجتمع تخيل انك تمتلك سيارة مكشوفة وطلب منك اقاربك حمل مريض او طلاباً ارادوا ان يوفروا حق المواصلات ورفضت ما الاثار المترتبة على ذلك؟؟؟ هل سأل صاحب الملاحظة نفسه هذا السؤال؟ هؤلاء بعيدون عن المجتمع فوق فوق ماري انطوانيت دي لازم تكون خواجية.
يا رئاسة الشرطة يا ادارة المرور اجمعوا هذه الاوراق من طرق المرور والتطور لا يأتي بالقانون ولكن بالواقع الاقتصادي المعافى.

ليست هناك تعليقات: