الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

أول عمود رياضي في حياتي

يسألني: اقدر قول ما عارف اليوم في مباراة.
أجيبه:بعد كل هذه الأعلام في شوارع الخرطوم لا أستطيع أن انكر انه رغم مني وجدتني أعلم أن اليوم مباراة بين مصر والجزائر على أرضنا.
رغم جهلي بالرياضة حيث معلوماتي عن كرة القدم لا تتعدى أن عدد اللاعبين أحد عشر والهدف يعني ان الكرة دخلت مستطيل أضلاعه الثلاث مصنوعة والضلع الرابع هو الأرض.هذا بالعموم وأما ما يخص الكرة السودانية أنني أعرف الدكتور قاقارين إذا ظهر في التلفزيون وآخر اللاعبين الذين سمعت بهم هو جكسا.وأن هناك دكتورا كبيرا هو قائد هذا الهوس.
نعود لمباراة اليوم الجزائر ومصر سيلعبان اليوم على أرضنا وكلا الشعبين نكن له احتراما كثيرا وهما شقيقان ( استأذنك يا أستاذ شوقي بدري مررها) علينا واجب كبير هو أن تمر هذه المباراة بخير دون ان تترك وراءها أثراً سياسيا أو اجتماعيا يحسب علينا.
كلا الطرفين ضيف والضيف يجب احترامه وإكرامه وهو واجب شرعي ،يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه).يجب أن نبعد السياسة بعيدا اليوم وعلى جماهير الرياضة هذه التي بدأت تحمل أعلام أحدى الدولتين مما يعني انحيازا لفريق ، هذا أمر غير رشيد، ورغم إننا لا نملك عواطف الجماهير وليس لجهة ان تجيّرها لصالح أخرى.
بنفس القدر نطلب من الشعبين المصري والجزائري ان لا يحمّلا تصرفات الجماهير أكثر من الكرة ولعبها.فإن مالت الجماهير لتشجيع فريق على آخر فليحتمل من وراء الفريق ذلك ووضعه في إطار الكرة واللعبة الحلوة ( بالمناسبة أليس هذا تناقض كيف يكون اللعب حلواً؟!!).
ثم عن هذه فرصة سياحية كبيرة ونريد ان يندهش الضيوف من جمال الخرطوم وأن يمسحوا صورة السودان التي روج لها الإعلام المغرض فلتكن هذه بداية لدعاية سياحية جاءتنا من الله بلا مجهود منا، وبمناسبة السياحة لقد انخفض سعر الدولار في السوق منذ بداية تدفق وفود الجزائريين والمصريين على فنادق الخرطوم.
أتمنى أن يكون القادمون قد وجدوا كل ما يريدون من معلومات عن السودان في الانترنت من أسعار الفنادق ومواقعها وما إلى ذلك . وأتمنى أن يكون مطار الخرطوم قد لبس أحلى حلته ليترك انطباعا في نفوس الزائرين يبدو لي ان اضعف حلقات السياحة عندنا هذا المطار المتواضع. وأتمنى أن يكون ضباط الجوازات وضباط الجمارك قد لبسول كامل زينتهم وتحلوا بأحلى اخلاق سودانية واشتروا ابتسامات ومن الاسواق الحرة ليستقبلوا بها الضيوف.
صراحة لا تهمني نتيجة المباراة من بعيد او قريب ولكن يهمني ان تنهي بسلام وان يحمل كل الضيوف أجمل الانطباعات عن هذا السودان البلد المعجزة.
كثيرون سيرون الانهار الثلاثة لأول مرة ، وشارع النيل لأول مرة ، وسماحة اخلاقنا غير المصطنعة.
اللهم نسألك مبارة سلسة لا يهم من الغالب فيها ولا من المغلوب ، اللهم نسالك جماهير راشدة تعي ما تفعل وما تقول.
اللهم اصرف وقت عبادك فيما يرضيك.

ليست هناك تعليقات: