الأحد، 12 سبتمبر 2021

التسويق حلقة الزراعة الأضعف

 

التسويق حلقة الزراعة الأضعف

استفهامات || أحمد المصطفى إبراهيم

 

يا ساكن المدينة، أيا كانت، هل اشتريت قرن عجور بمائة جنيه وكنت فرحا بذلك؟ هل تدري أن ما دفعته سيجعل من جوال العجور 10 آلاف جنيه (عشرة آلاف جنيه) وان سعر هذا الجوال في منطقة الإنتاج يوم امس كان بألف واحد فقط. لا اريد أن اكتب عن وحدة البيع الجوال او الشوال فهي مظهر من التخلف الذي لا بد منه في بلد لم يلتفت للزراعة بعد كل هذه التجارب. وعلى قبح الوحدة جوال التعبئة بثمانمائة جنيه أي أن العجور كله بمائتين جنيه فقط.العجور هنا مثال وهذا حال كل المنتجات الزراعية وخصوصا الخضروات.

لماذا هذا الكساد وهذه الخسارة؟ منطقة الإنتاج في شمال الجزيرة مثلاً التي تعرض منتجاتها في المسيد كمحطة تجميع تبعد عن الخرطوم 50 كلم. وفارق السعر بين منطقة البيع كان محفزاً لكثير من سكان الخرطوم أن يتسوقوا أسبوعياً من المسيد. (الآن الشغلانة ما بتخارج مع سعر البنزين لا يمكن أن يتسوق مواطن من الخرطوم بسيارة خاصة) ولا يستطيع مزارع ترحيل منتجه بنفسه.
الطبيعي أن يتم البيع في منطقة الاستهلاك الأعلى الخرطوم مثلاً لكن غلاء الوقود خصوصا الجازولين هو ما زاد المعاناة وقلل الحركة، ما لم تجد الدولة حلاً لمسألة تكاليف الترحيل التي اججت الأسواق أكثر من التضخم وسعر الدولار والدولار الجمركي. الكل الآن يشكو اولاً من تكاليف النقل التي تضاعفت عشرات المرات وانعكس ذلك على كل شيء والعلة الجازولين وقطع الغيار وكل مدخلات النقل من زيوت وإطارات (لساتك).
هناك علة مزمنة النقاط التي على الطرق والتي انحرفت عن أهدافها منذ زمن بعيد وصارت لا توقف الا المنتجين وتبالغ في إذلالهم وغراماتهم بسبب او بدون سبب انت منتج وتقود مركبة نقل بضائع او محاصيل او لبن او أعلاف يا ويلك من الذين على الطرق ومغنطيسهم الذي لا يجذب الا المنتجين.
علاج مشكلة التسويق يبدأ بكنس كل هذه النقاط واستبدال دورها بأجهزة الكترونية لا ترصد الا المخطئ. ما لم يكن هناك مستفيدون كبار من وراء هؤلاء الواقفين في هجير الشمس وزمهرير الشتاء.
إن من اول محفزات القطن الذي تضاعفت مساحاته واقبل عليه المزارعون بعد عينات القطن المحور التي زادت الإنتاجية، الحافز الأكبر كان التسويق .مشتري القطن يبحث عن المزارع وليس العكس ويشتري بأحسن الأسعار (وكمان كاش داون) مش مثل شركة الأقطان والموظفين الذين كانوا يأخذون القطن بالأوامر ويسوقونه كما يشاؤون بمعرفة او بغير معرفة ويأخذون من ثمن البيع ما يشتهون ويعودون للمزارع بعد عدة شهور من التسليم بفتات يسمونه أرباح. (ومن الموظفين من يفكر في ارجاع المزارع لبيت الطاعة هذا)، خاب فألهم.
لابد من معالجة التسويق الزراعي ودراسة المعيقات كلها؛ الرسمي منها والاجتماعي، طريقة تعبئة من المنتج الى المستهلك مباشرة وهذه تتطلب سهولة النقل ورخصه. من أكبر معيقات التسويق الآن السماسرة ونقاط الطرق. ما اقل طموحاتك يا أحمد كل هذا للتسويق الداخلي والصادر كيف؟
هل نحلم بإصلاح أم ننتظر تعليقات القراء التي تقول: لقد اسمعت لو ناديت حياً؟

ليست هناك تعليقات: