الى الذين يتحدثون عن تدني الخدمة المدنية وان الموظفين قاعدين (ساكت) اهديهم هذه المقال وليحكموا من الظالم ومن المظلوم؟
بالأمس وصل الى بنتي التي تعمل (طبيب صيدلي) خطاب من وزارة الصحة بولاية الجزيرة ترقية من الدرجة الثامنة الى الدرجة السابعة، وبما أني والحمد لله لم استلم من خزينة جمهورية السودان الا مرتبين فقط في عام 1977 م كل منهما كان 5176,5 ج (واحد وخمسين جنيه ستة وسبعون قرش ونصف النصف دا كان اسمه تعريفة) لذا تجدني غير مواكب بتفاصيل الرواتب والبدلات.
قادني فضول كبار السن أن اقرأ خطاب بنتي قبلها. صراحة لم أستطع استيعاب ما به من ارقام ورجعت لتاريخ الخطاب عدة مرات هل هذا الخطاب حرر قبل أن تولد بنتي بمائة عام ام ماذا؟ اليكم امثلة للبدلات قبل وبعد الترقية.
غلاء معيشة قبل الترقية 135 بعد الترقية 139 ج.
بدل سكن من 90 الى 93 ج
بدل ترحيل من 50 الى 90 ج.
كما تلاحظ أيها القارئ العزيز أن المعيشة لم ترتفع منذ آخر تعديل للمرتب الا بمقدار 4 جنيهات في الشهر وها هي حكومة السودان ممثلة في وزارة الصحة بولاية الجزيرة تسدد الفرق في غلاء المعيشة بين آخر تعديل وليكن 2020 طبعا الزيادة في المعيشة التي تعترف بها الحكومة هي عبارة عن اربع جنيهات في الشهر. والمواصلات تعترف الحكومة بغلائها اذ زادتها من 50 ج الى 90 ج مش هم الموظفين ديل بترحلوا من غرفة جوار مكان العمل دائماً؟ بلاش بدل على الحكومة شطب هذا البند او هذا البدل. اما عن الإيجارات والسكن فهي لم تزد الا 3 ج في الشهر 93 ج تسكنك في أرقي حي في أي مدينة سودانية.
بالله الذي كتب هذه الأرقام ناهيك عن الذي اجازها هل كان يبكي ام كان يضحك؟ لو كنت مكانه لرفضت كتابتها وليكن ما يكون. طيب من يعطي الموظف بدل مواصلات 90 ج في الشهر هل يستطيع أن يسأله عن غياب او تأخير؟ بل هل ممكن أن تقول لموظف يتعاطى هذه البدلات التي خارج التاريخ هل يمكن أن يقول له: من اخذ الأجرة حاسبه الله بالعمل؟
كم مرتبات السادة السياسيين بالدولار كما فوق وبالمليار الذين اقل شوية؟ هذا الفرق الرهيب بين مرتبات ولغف السياسيين والشعب هو ما يدمر السودان. أسهل طريق لكسب العيش السياسة والتمرد وحمل السلاح كمرحلة أولى والصعود والترضية المرحلة الثانية.
طبعا مرتبات أساتذة الجامعات على الصاج ويا لها من مطالب عادلة.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق