الأحد، 12 سبتمبر 2021

مشروع الجزيرة والفرقاء (3)

 

مشروع الجزيرة والفرقاء (3)

 

وصلاً للمقالين السابقين نتابع الفرقاء المتشاكسون في مشروع الجزيرة.

ويأتي الضلع الثالث من اضلاع المثلث وهو المزارعون ولا أدرى هل أصفه بالضلع الأضعف أم بالضلع الأهم؟

   بدأت حاجة المزارعين الى من ينوب عنهم او يتحدث باسمهم او يمثلهم في منتصف الاربعينات يطالبون فيه بمال الاحتياطي الذي تكدس بيد الشركة (سودان  سندكيت). وبدا اول تنظيم للمزارعين تحت مسمى ممثلي المزارعين ترأسه المبارك احمد دفع الله 1946م.ثم أعقبت ذلك هيئة المزارعين الذي ترأسه احمد بابكر الازيرق والشيخ محمد عبد الله الوالي اول الخمسينات. ثم تلى ذلك اتحاد المزارعين برئاسة الأمين محمد الأمين 1954 م. وتوالت الاتحادات طويلة الأمد من لدن أبو سنينة الى الطيب العبيد وعباس الترابي رحمهم الله جميعاً وأسواها أو اوسخها على الاطلاق ما جاء في آخر الإنقاذ.

لا نملك الا ان ندعو لهم بحسب نياتهم في ما قدموا للمزارعين من خير وان يغفر لهم تقصيرهم غير المقصود وان يسالهم عن التقصير المقصود.

    في كل التنظيمات التي سبقت اتحاد الأمين لم يكن الصراع السياسي واضحاً رغم انتماء الازيرق للحزب الوطني الاتحادي. في اتحاد الأمين الذي كان اتحاداً تحت عباءة الحزب الشيوعي ومن صُنعِه بدأت الانشقاقات والتيارات داخل الاتحاد. وبدأ تسيس الاتحاد منذ ذلك الزمان والى يوم الناس هذا.

لكن أسوأ التسيس هو ما كان في عهد] مايو و الإنقاذ والطريقة التي كانت تصر بها على تكوين الاتحاد لتضمن تحكمها فيه.

    السؤال ماذا تريد الأحزاب من اتحاد مشروع الجزيرة؟ أعلنوا ذلك او لم يعلنوا ما كانت تهمهم مصلحة المزارعين في المقام الأول ولكن هم كل الأحزاب التي حكمت انت تضع الاتحاد تحت ابطها ليسكت عن ظلم المزارعين ويسكت عن المطالبة بحقوقهم مقابل المجد الشخصي لرئيس وأعضاء الاتحاد وتحقيق المصالح الخاصة. 

 الواقع الآن عدة تيارات كل منها يدعى شرعيته لتمثيل المزارعين ودون انتخابات تحالف، كيان، تسيير أعترف بعدم المامي بتفاصيل كل منها ولكن القاسم المشترك الأكبر بينها انها واجهات لأحزاب وربما فيها من لا يدري انه أداة تُحرك من بعد.

ما المغري في تمثيل المزارعين حتى يتكالب عليه الافراد والأحزاب أيضاً؟ لا يخامرني اشك في انه المال السائب بيد الممثلين للمزارعين الذي يفرضونه على المزارعين بكل سهولة ويصرفونه بلا مساءلة ولا رقيب.

 متى يكون اختيار اتحاد المزارعين مبني على أسس مفيدة كأن يشارك في الاتحاد ذوي خبرات مزارع مهندس ري يتنافس على المقعد كل من له مؤهل ري من المزارعين. مزارع متخصص اقتصاد زراعي يتنافس على المقعد كل المزارعون من اهل هذا التخصص .مزارع خبير تسويق ويتنافس عليه خبراء هذا التخصص وهكذا وتكون الانتخابات عامة وليس بالمكاتب والاقسام.

   طبعا مع العصر الرقمي وثورة الاتصالات يمكن اجراء الانتخابات في يوم واحد في كل مشروع الجزيرة والمناقل كما يمكن نشر السير الذاتية لكل المرشحين عبر الوسائط التي يمكن ان تخصص لهذا الغرض. بعدها نضمن ان هؤلاء حقا ممثلي المزارعين وليس ممتلي أحزاب.

هل نحن في حاجة لمقال رابع؟

لست قصيرا فاسمعوني.

ليست هناك تعليقات: