الازهري يموت عطشاً
أسماء
رموزنا الوطنية يجب الا تطلق جزافاً على الاحياء والشوارع إلا بعد التأكد من ان
المسمى عليه لن تلحقه لعنات لا ذنب له فيها. مثال اليوم تلك المدينة جنوب الخرطوم
التي سميت على الزعيم إسماعيل الأزهري واختصاراً صار اسمها الأزهري.
كم من الناس تضايق من عيب من عيوبها الكثيرة
كالقمامة المنتشرة في شوارعها أو رداءة طرقها او الصرف الصحي أو سوق السيارات
العشوائي الذي عجزت الولاية ان تجد له مكاناً، وسب الازهري دون ذنب (انعل أبو الازهري).
غير ان الذي لا يحتمل أبدأً هو انقطاع الماء.
منذ أربعة أشهر لم ينعم مربع 22 الازهري بالماء الا أسبوعين فقط. وطوال هذه المدة
ما ترك سكان المربع مسئولاً عن مياه محلية جبل أولياء الا وقفوا في وجهه يرجونه حل
المشكلة. ولكن يبدو انهم لا حيلة لهم والتقصير من علٍ إذ ما رأيته من معدات
الصيانة التي يستخدمونها في يوم ما في غاية التخلف ولا تليق بهيئة مياه في عاصمة
دولة في القرن الواحد والعشرين (كواريق وعزم واحيانا جركانات لشطف الماء). مش
معقول يا اخ مقاول مبتدي لا يقبل باستخدام هذه المعدات التي تضيع الزمن والجهد.
منْ يصدق ان
حيا كاملاً من مدينة تحفها الأنهار من كل جانب لا يصله الماء أربعة أشهر متتالية؟
وفي كل هذه المدة يشترون الماء بالبراميل المسحوبة على الحمير، لو كنت مسئولاً في
هيئة مياه الخرطوم لقلت: رؤيتنا ان لا نرى كارو ماء في المدينة ابداً. أين الصحة وكيف
تقبل أن يشرب الناس من هذه المياه الملوثة وكم ستدفع ثمناً لذلك لعلاج مضاعفات الماء
الملوث.
كيف تقبل هيئة مياه العاصمة القومية بكل ما
تحتها من إمكانات وجيش من المهندسين والفنيين تعجز في معالجة هذه المشكلة؟ هل هي
قلة إمكانات ام قلة حيلة وقلة همة؟ وبرود جعلها لا تشعر بانقطاع الماء أربعة أشهر
عن حي يعتبر في قلب العاصمة التي تخترقها الأنهار الثلاثة. هل هناك خلل في سيستم
معالجات المشاكل؟ هل قلة معلومات؟ ام قلة تحرك؟ ام قلة إمكانات؟ واكاد أقول ام لهم
مصلحة مع أصحاب (الكوارو) التي تستفيد من الأزمة وتبيع البرميل على ما به من عيوب
صحية بألف وخمسمائة جنيه (بالله حكاية بالقديم والجديد ما بقت بايخة وكفاية منها).
الغريب أن
سبقت الأزهري مشاكل مياه في الصالحة وجبرة وتم حلها بواسطة جهة رسمية عليا جداً هو
الأول الا واحد وهي خارج تخصصه الرسمي ولكن بشهامة من يعرف العطش وأهمية الماء حل
هاتين المشكلتين جبره والصالحة. هل يمد سكان حي الأزهري أيديهم الى تلك الجهة لتحل مشكلتهم؟
سيد الرايحة فتح خشم البقرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق