الأحد، 12 سبتمبر 2021

مشروع الجزيرة المستقبل

 

مشروع الجزيرة المستقبل

استفهامات || احمد المصطفى إبراهيم

 

 

سألت في آخر سطر في المقال الثالث عن مشروع الجزيرة هل نحن في حاجة لمقال رابع؟. كثيرون أجابوا بنعم ومنهم من أضاف رابع وخامس كمان.
يفترض في مشاريع المستقبل كما الاختراعات لم تعد فردية بل مجموعة علماء يشتركون في الاختراع الواحد وذلك تطور طبيعي لكثرة المعطيات وانتشار العلم وتفرعاته.
بنفس الطريقة لا يمكن أن يكون مشروع في ضخامة واهمية مشروع الجزيرة ان يدار بلا خطة ويترك امره لمزاج وعبقريات الافراد التي دائما ما تبدأ من الصفر أو تحقق رغبات جهات معينة في فرعيات لا تعود على المنتج ولا الخزينة العامة وتطور الاقتصاد بالمرجو منها.
في رأيي ان ينتهي زمن الاجتهاد الشخصي لكل من تسنم الإدارة او مجلسها ليطبق ما يراه صحيحاً ويتبعه أصحاب المصالح الضيقة والموظفون الحالمون بالسيارات الجديدة. وقد تكون أولويات بعضهم في غاية التواضع الذي لا يضيف للاقتصاد العام ولا المزارع شيئاً وربما ينقص منه.
أرى ان ينتهي عهد الاجتهاد الشخصي والمبادرات الميتة وان تكون العملية تحت خطة يضعها علماء زراعة وري واقتصاد لتكن خطة عشرية، بجداول مدروسة او مصفوفات مدروسة بدقة من كل جهة من الجهات الثلاث الري والزراعة والاقتصاد. كل يضع مصفوفته وتدمج الخطط الثلاث وتنظف من الاعتراضات والتداخلات. وبعد ان تصبح واضحة وضوح الشمس ولا مجال فيها لرأي فرد. تنزل الى ارض الواقع حينها لا تهم الأسماء ولا تتغير بتغير الأشخاص.
مثلاً موقع الحيوان في المشروع والذي بدأ خجولا في مطلع التسعينات ووقف. أين المكان وكم المطلوب للاكتفاء الذاتي؟ موقع خضروات الصادر لأوروبا ومن الالف الى الياء ماذا يزرع؟ ومتى؟ ومتى يحصد؟ وكيف يعبأ؟ وكم حاجة كل دولة اوربية في الشتاء منه؟ الحبوب الزيتية والحاجة الداخلية والخارجية. المحاصيل النقدية وحاجة السوق اليها وما تتطلبه من مدخلات وبالتواريخ مصادر التمويل وطريقة ادارتها بأعلى مستويات التقانات العصرية. تدريب المزارعين على التقانات زراعية واقتصادية.
أعلاه ينسف مصالح كثير من الناس وربما يكونوا حجر عثرة في طريق التطور بحجج واهية يغلفونها بحرصهم على المشروع. ومما ابتلي به السودانيون هي النظر الى الأسماء وليس الأفعال على كل مستوياتهم. ما من قول او اقتراح الا وتتوقف مساندته ليس على صحته وانما من قائله وبعدها يأتي الرفض والقبول على الاتفاق والاختلاف من القائل.
تجاوز مرحلة العملو منو والقالو منو؟ لا حل له الا ان تضع الخطة شركة اجنبيه ويكون جميلاً ان تنفذها أيضا شركة اجنبية عندها سيتفرغ الجميع للإنتاج ونكون قد وفرنا عليهم وقت التناطح وكسير القرون.
لا يمكن ان يترك مشروع بهذا الحجم لمن أولوياته بوابة مدخل الإدارة ولا من لا هم له الا فتنة المزارعين والعمال الزراعيين ليترقى في سلم الحزب على دماء الأبرياء.
خلاصتي انتهى زمن العمل الفردي وانتهى زمن رزق اليوم باليوم وانتهى زمن شحدة التمويل وانتهي زمن العيش الرغد والتنافس على قيادة المزارعين والغرق في هذه الحفر الضحلة.

ليست هناك تعليقات: