المكنكشون
والمتشبثون
لن أبدأ بعبارة
أحمد سليمان رحمه الله (الدنيا رمضان ).
جال في خاطري بعدعودة مهاتير محمد ،وفقه الله ،
الكثير من الخواطر مثل لو كان هذا مهاتير الذي اتخذناه مثالا وكنا نحرج به جماعتنا
كيف بنى ماليزيا وجعلها رقما عالمياً يصعب تجاوزه. وكأن حياته السياسية بلا خلل .
ها هو يعود الى الكرسي وهو في عمر بعد التسعين ،متعه الله بالصحة والعافية.
ألا تحسب هذه العودة عليه وليس له بعد كل سنوات
الحكم هذه (22 سنة) لم يؤسس فيها لمحاربة الفساد الفردي وفساد الحزب؟ ولم يُخلف
نائبا ولم يربِ كوادر بنزاهته لتواصل ما بدأ . فها هو يعود بنفسه ، ماذا لو مات
غداً.
المعجزة الأخرى رجب طيب اردوغان الذي قفز بتركيا ،على
الأقل ، اقتصاديا من دولة معدمة منهارة العملة، الى سادس اقتصاد في العالم هو أيضا تقلب من رئيس وزراء الى رئيس جمهورية
ومازال مكنكشاً . قارنته يوم توليه رئاسة الجمهورية التركية بالرئيس الروسي
فلادمير بوتن (وتضايق من ذلك بعض الأصدقاء) بوتن أيضا ينطط من رئيس وزراء الى جمهورية
منذ 2000 م كل ما خلص من دورة بدل للاخرى ويا روسيا ما فيك الا انا.
كلاهما رجب وبوتين يعودان وفق الدستور ولم يعدل
الدستور لدورة لأي منهما ( الدستور كالبكارة لا يرقع).
أما قائمة الأفارقة المكنكشون بالكراسي فطويلة جدا
ومتمددة من لدن روبرت موغابي (93 سنة) ويحكم زمبابوي منذ 1980 يعني 38 سنة.
معمر القذافي 42 سنة ، حسني مبارك 30 سنة ، زين العابدين بن علي 31 سنة ، عمر بونقو حكم
الجابون 41 سنة.وربما هناك من حكم 30 سنة.
كل هؤلاء لم يتركوا سيرة طيبة ولا بنوا بلدانهم، كل
هذه الاعمار في الحكم صرف جلها على تامين الحكم واطالة فترته ورغم كل ذلك كانت
النهاية التي لابد منها لقاء الله ميتا او مقتولاً .
ألا يتعظ هؤلاء الحكام من بعضهم؟ ألا يقرأون
التاريخ؟ لا اطالبهم بالتاريخ القديم، فقط تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية.
لماذ لا يتعظون من عبر التاريخ ومن الذي يصور لهؤلاء المكنكشين أنكم الأحسن
وبغيركم الخراب أم هم لا يريدون ان يسمعوا الا من الذين يقولون هذا.
إن كنت أضمن انتشار هذه الصحيفة في كل افريقيا لخاطبت الشعوب الافريقية وعزيتهم في حكامهم واسمعتهم
ما قاله محمد المكي ابراهيم في قيس بن الملوح(أهينك ها أنا عبر القرون أهين
حلمك/ بالخلود العذب/أهين نذالة الكسب الذليل/على حساب القلب/أهين جميع من باعوا
الشباب/و فرطوا في الحب/و من خفضوا الرؤوس و طأطأوا الهامات/و اعتذروا عن الأيام/أهين
لك الرضاء العام).
كل منْ أطال
الجلوس في الكرسي فشل وانتهى نهاية أليمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق