الاثنين، 21 مارس 2022
ماذا نكتب؟ ولمنْ؟
توقفت عن الكتابة لعدة أيام في كل يوم يسألني سائل أحد
الأصدقاء او الأقارب (حتى لا يقول لي حاسد خلاص يا هيكل) يسألون لم نقرأ لك مقالاً
منذ أيام ما الحاصل؟
الأسباب متعددة ولكن أجاب الشاعر أبو قطاطي على واحد منها يوم
قال: خطاباتي البوديها تقول لا بتمشي لا حاجة) وزاد وأبو قاطاطي وديت ليه زول
مرسال والمرسال مشى وما جاء.
انا لم أرسل مرسالاً ولكن خطاباتي البوديها تقول لا بتمشي لا
حاجة. وقديما كنت عندما اكتب مقالاً عن قصور واحدة من جهات الخدمات يأتني رد خاص
او عام من الوحدة الإعلامية بتلك الجهة، لنضرب لذلك مثلاً الهيئة القومية للطرق
والجسور قبل فترة ردوا عليّ يشكون من عدم تقديم عطاءات من الشركات العاملة بالطرق
لعدم ثبات الأسعار وبعض الاعذار الأخرى. في آخر مرة كتبت عن حفر طريق الخرطوم/
مدني وازدياد اعدادها واتساعها يوما بعد يوم. وكتبت عن مضيق ترعة مشروع سوبا الزراعي
التي تأخذ من الوقت والوقود ما يبني جسورا وليس مجرد اصلاح. هذه المرة لم يردوا
وعملوا اضان الحامل طرشاء. قلت اتصل على المسؤول الإعلامي ولم يرد كررت الاتصال
مرتين ولم يرد. وتذكرت صديقنا المرحوم سعد الدين إبراهيم، رحمه الله، الذي كان
يكتب تحت عنوان (انشوف آخرتا) وهذه آخرة هيئة الطرق والجسور شفنا آخرتا بلعوا
النقد والنداء، والمرتبات (ماشة اشتغلوا او لم يشتغلوا) هذا مع انتفاء المراقبة
والمحاسبة في هذا الوضع السياسي الباهت.
هذا مجرد مثال.
اما التعليق الذي يملأ الأسافير بعد كثير من المقالات يقول
(لقد اسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي) وهو محبط جداً ولكنه واقعي الجلود
تخنت لدرجة. ويبدو ان البلاد كلها في حالة تسيس لا يسمع ولا يقرأ الا لمن يتحدث عن
اليمين او اليسار و9 طويلة و4 قصيرة وهلمجرا.
هؤلاء المسيطرون على المشهد وصفحات الصحف ومواقع التواصل
الاجتماعي في هدر للطاقات مهول ولا فيهم من يريد ان يسمع الآخر كل في مكانه يشن من
حملته على الاخر صدقا او كذبا ولعمري هذه فترة ضياع من عمر هذا الوطن تعطل فيها
الكثير التعليم، الصحة، الاخلاق.
من يخرجنا من هذه الحفرة؟ كدت ان اكتب من ينقذنا ولكن تذكرت
أعداء الإنقاذ ومنتقديها وبلاش من يخرجنا من هذه الحفرة أفضل كثيراً.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق