الاثنين، 21 مارس 2022


إرجاء رسوم المستشفيات للتشاور.

كل من وقف على قائمة رسوم الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية ، على تدني خدماتها الى الحضيض، استغرب في كيف تفكر هذه الحكومة؟  بث مدير مستشفى الشعب شكواه على الهواء متحسرا على الرسوم الجديدة حيث لم يبق هناك شيء مجاني حتى الملف وهو ورقات بيضاء عادية صار في الرسوم الجديدة بأربعة آلاف جنيه. هل تريد الحكومة ان تتجار في مرضاها سعر بكت ِالاي 4 هذه الأيام، قبل قفزات الدولار الأخيرة، في حدود الألفين جنيه (2000 ) جنيه يعني الورقة 5 جنيهات وتريد ان تبيع الحكومة لفقراء المرضى الورقة بألف جنيه المال الذي تأخذه الدولة من هذا الفقير الذي رضي بالمستشفيات الحكومية أين تذهب به الجهات الجابية هل كل الميزانية سخرت للحركات المسلحة؟

وعلى ذكر رسوم المستشفيات وزيادة الادوية 1000 % كما في الاسافير دعونا نستعرض بعض المعلومات عن العلاج المجاني في آخر أيام حكومة الانقاذ المُتظاهر عليها وشعار (تسقط بس) لا اذكر ذلك دفاعا عنها لأنه كان بمقدورها ان تفعل اضعاف ذلك بكثير . ولكن الحسرة الآن على الشعب الذي بدل سيئاً بأسوأ. الى الأرقام ولا يسعني الا ان اترحم مرارا وتكررا على الأستاذ عبد الرحيم حمدي الذي قال لي يوما لا أقرأ مقالا ليس فيه ارقام.(اليوم اشبعكم ارقام).

بنهاية سنة 2018 كان عدد الادوية والمستهلكات الطبية المجانية 1101 صنفاً بدا برنامج العلاج المجاني في العام 1997 م بميزانية تعادل 2.7 مليون دولار وبلغت ميزانية العلاج المجاني بنهاية 2018 ما يعادل 148 مليون دولار بسعر الصرف الذي تسعر به الامدادات الطبية. آخر ميزانية في عام 2019 تعادل 274 مليون دولار.

هذه الادوية مخصصة للبرامج المجانية التالية.

1.  علاج الحالات الطارئة مجاناً في الأربعة وعشرين ساعة الأولى.

2.  علاج الأطفال دون الخامسة في جميع المؤسسات الصحية الحكومية.

3.  مرضى السرطان.

4.  مرضى الفشل الكلوي غسلتين في الأسبوع.

5.  ادوية زارعي الأعضاء كبد وكلى.

6.  قسطرة القلب تشخيصية وعلاجية.

7.  العمليات القيصرية.

الآن ليس هناك علاج مجاني الا غسيل الكلى واظنه والحال هذه ربما يصير بالكاش بعد التشاور. تصور العملية القيصرية الآن في بعض المستشفيات الحكومية 45 الف جنيه.

عندما استغرب الناس هذه الإجراءات خرج اعلان من المجلس السيادي بتاجيلها للتشاور. طيب هل خرجت هذه القرارات الكارثية دون تشاور ومن اخرجها وعندما تتهرب الدولة من العلاج والصحة عموما والتعليم والأمن ماذا تريد ان تقدم للمواطن وجنات الحركات المسلحة لامعةً؟

عدم وجود البرلمان كارثة كبرى مهما كان البرلمان سيكون فيه رجل او رجلين يقولان لا هذا لا يمكن تطبيقه أو هذه فضيحة كبرى ان تتهرب الدولة من التعليم والعلاج والأمن.

وقبل ان يفيق المواطنون من صدمة رفع سعر الدواء والخدمات الصحية رموا بقرار أكثر لا مبالاة بزيادة أسعار الغاز وهي لأنها السلعة التي يحتاجها كل بيت ولكن هي التي تحفظ الغابات وتوقف التصحر.

بالله شوية شفافية وارونا هذه الميزانية اين تصرف وبالتفصيل لو كنتم شجعان.

ميزانية لم نجدها في الزراعة ولا التعليم ولا الصحة ولا الأمن أين تصرف؟ أعلى الجيوش فقط تصرف؟

صحيفة السوداني  27/2/2022

ليست هناك تعليقات: